أرجو أن تقرؤوا ما يلي بتمعن شديد «كنت أقول دوما، حين يأتي اليوم الذي لا أستطيع فيه القيام بواجبي وما هو منتظر مني، بوصفي مديرا ل(آبل) سأكون أول من يعلن ذلك، للأسف هذا اليوم قد حان وهأنذا اليوم أقدم استقالتي» هكذا ببساطة يقدم «ستيف جوبز» الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي شركة «آبل» استقالته من منصبه بناء على طلبه، معللا ذلك بتوقف سيل الابتكار ودفق الإلهام الذي كان يحتاج إليه، بالإضافة إلى رغبته في إتاحة الفرصة لعقلية أخرى لقيادة زمام الابتكار والإبداع في الشركة! «ستيف جوبز» المولود عام 1955 أسس شركة «آبل» للبرمجيات ثم خرج مطرودا منها بسبب اختلاف الرؤية بينه وبين أحد الموظفين الجدد فيها وحين انحاز مجلس الإدارة لرأي هذا الموظف لم يعد بوسع «ستيف جوبز» سوى الخروج، وحادثة كتلك كفيلة بالقضاء على مستقبل شاب واعد وتحويل مساره نحو الظلمة، إلا أن كل ما قاله «ستيف جوبز» المتفائل دوما بعد تلك الحادثة هو «إن طردي من شركة (آبل) كان أفضل شيء يمكن أن يحصل لي، لقد ذهب عني العبء الثقيل للنجاح، وحل مكانه سهولة وخفة البدء من جديد»! وهو ما حصل حقا بعد أن أسس من جديد شركة «next» ثم شركة «pixar» للرسوم المتحركة التي تعتبر أفضل ستوديو تصميم للرسوم المتحركة في العالم، بالتزامن مع الأحداث السابقة كانت شركة «آبل» تترنح وتفقد كثيرا من حصتها السوقية فلم تجد بدا من الاستعانة ب«ستيف جوبز» من جديد الذي أعاد الشركة مرة أخرى لاستعادة مكانتها في سوق «الكمبيوترات» الشخصية! اليوم وبعد استقالته يخشى أكثر المتابعين أن تتأثر «آبل» مرة أخرى، إلا أن العارفين ببواطن الأمور يعون جيدا أن «ستيف جوبز» استقال فعلا، إلا أن روحه الإبداعية لا تزال هناك حيث حرص قبل الخروج على إيجاد أكثر من نسخة مشابهة لعزيمة ومثابرة وإلهام «ستيف جوبز»!