أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، أن المملكة تتولى أكبر مسؤولية في العالم، وهي مسؤولية خدمة الحج والحجاج في كل عام وخدمة الملايين من ضيوف الرحمن من جميع دول العالم. وقال خلال استقباله في مكةالمكرمة مساء أمس، وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي، ومسؤولي وزارة الحج، ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والنقابة العامة للسيارات، إن مواسم الحج الماضية تمت بكل يسر وسهولة وأدى الحجاج مناسكهم بكل راحة رغم أعدادهم التي تزيد كل عام، وهذه مسؤولية تتشرف المملكة بتحملها ولولا أنها واقع يمارس كل عام لما صدقه أحد، مشيرا إلى أن دول العالم عندما تستضيف إحدى المناسبات الرياضية مثلا أو غيرها من المناسبات تستعد وترتب لها قبل سنة أو سنتين ولا يزيد القادمون إليها على 300 ألف شخص أو أقل، ولكن موسم الحج موسم عظيم وحمله ثقيل، وبفضل الله ثم بفضل الرجال المخلصين تتحمل المملكة هذه المسؤوليات. وبين الأمير نايف بن عبدالعزيز، أنه يجب علينا جميعا أن نخدم حجاج بيت الله الحرام لأنه واجب شرفنا الله به وعلينا أن نتعاون وأن نكون واضحين وصريحين في معالجة المشاكل. وقال «سبق أن ناقشنا في لجنة الحج عودة الأمور بالنسبة لمؤسسات الطوافة إلى ما كانت عليه، ورفعنا ذلك إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومؤسسات الطوافة تعرف كيف تعمل وتتعامل مع الحجاج وهي أولى من غيرها». وأضاف «معلوم المهمة الكبيرة الملقاة على عواتقكم ابتداء من وزير الحج مرورا بالمسؤولين في وزارة الحج وصولا إلى رؤساء مؤسسات الطوافة، وهذه مسؤولية شرف الله بها هذه البلاد ملكا وحكومة وشعبا، ولا نجد خيرا منكم يتولى هذه المسؤولية، وعلينا جميعا أن نقف معكم في كل شأن لهذا الواجب حتى يؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم بكل يسر وسهولة ويعودوا إلى أوطانهم غانمين». وأوضح النائب الثاني أن المملكة ترحب بكل الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الدول الإسلامية وتقدم خدماتها لهم ولا تفرق في التعامل بين دولة وأخرى وعلينا أن نخدم كل حاج أتى لأداء فريضته. وقال «يجب على المسؤولين في الوزارات المعنية بالحج بالالتقاء بعد موسم الحج لمراجعة السلبيات والالتقاء قبل الحج لوضع الخطط واستقبال الحجاج». وذكر أن وزارة الداخلية تقوم بمسؤولياتها في موسم الحج، حيث تقدم 60 ألف رجل أمن لخدمة الحجاج ولديهم تعليمات بمساعدة الحجاج والتعامل معهم بكل لطف وأن يتحملوا أي إساءة تصدر منهم، وأنه سيتم محاسبة كل مقصر في أداء واجبه. وقال النائب الثاني «نحن قدر لنا جميعا وعلى رأسنا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وكل الوزارات المعنية بالحج شرف خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار». ودعا وزير الحج وأرباب مؤسسات الطوافة أن يقدموا أي ملاحظات يرونها أو اقتراحات له حتى يمكن معالجتها ومعرفة أسبابها ومحاسبة كل مقصر وتقديم الشكر لمن يقوم بواجبه. وأضاف «لدينا غرفة عمليات في موسم الحج ممثلة من جميع الوزارات المعنية بالحج تعمل كمجموعة واحدة من أجل أن يعالجوا أي مشكلة فورا تحدث أثناء موسم الحج، ويجب أن تتحمل المملكة وأبناؤها كل ما يتعلق بشؤون الحجاج». وأضاف الأمير نايف بن عبدالعزيز «نحن سنكون معكم وسندعمكم بكل ما يجب أن يتم وسندافع عنكم، وفي نفس الوقت سنقول لكم بصراحة إذا كان هناك خطأ أو قصور، فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وكلنا شركاء في هذه المسؤولية، وقد تجدون ملاحظات على وزارة الداخلية ممثلة في رجال الأمن فلا تترددوا أن تقولوها لأنهم كذلك مواطنون وسخروا لخدمة الحجاج فهم بشر وغير منزهين عن الخطأ حتى يحاسب المخطئ». وأردف يقول «بصفتكم مباشرين للحجاج وتلمسون الأشياء أكثر، لرأيكم عندنا مكانته والاهتمام به، وقد شرفني خادم الحرمين الشريفين برئاسة لجنة الحج العليا ونجتمع مرات في السنة ونتابع كل الأمور بدقة ونحاول أن نحسن من العمل ونعالج أي مشكلة، والمملكة لديها كفاءات علمية يدرسون هذه الأمور ويعطوننا آراءهم، وليس هناك أي مشكلة أن تجد وزارة الحج أي ملاحظة على أي مؤسسة من مؤسسات الطوافة، وأن تجد أي مؤسسة أي ملاحظات في التعليمات أو في بعض الأنظمة فهي ليست قرآنا منزلا تعدل حسب المصلحة ولما فيه خدمة لحجاج بيت الله الحرام». من جهته، ألقى وزير الحج كلمة شكر فيها النائب الثاني على هذا اللقاء وقال «نرفع لكم الشكر والامتنان لتفضلكم باعتماد هذا اللقاء رغم تعدد مهامكم الجسام لنحظى بالسلام عليكم». وأضاف «مما نحرص عليه هو استذكار كل ما يتعلق بشؤون الحج والحجاج من تحديث وتطوير للارتقاء بالخدمات نحو الأداء الأكثر تلبية للمزيد من التيسير لضيوف الرحمن الذين هم دوما في مركز اهتمام ولاة الأمر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وأبناؤه البررة، رحمهم الله، وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني». وأردف الدكتور الفارسي يقول «نتطلع إلى توجيهاتكم السديدة لنسترشد بها تمهيدا للمرحلة المقبلة وذلك امتدادا وتواصلا مع ما سبق أن تفضلتم به من دعم وتأييد وتوجيه مستنير وفي ذلك إحكام للقيام بالواجب وبالمهام المنوطة خير قيام، لأن ما يبنى على التوكل على رب العزة والجلال ثم على المشورة والتشاور وتبادل الرأي والتنسيق وتضافر الجهود مؤداه في يقين تواصل النجاحات وفي خط بياني متصاعد بما يدعو للاطمئنان والارتياح لأن الأخذ بالأسباب شرط أساسي للمضي قدما بخطوات واثقة على درب المستقبل، هذا مجمل ما رغبت أن أعرض له بإيجاز مراعاة لوقتكم الثمين». كما ألقى رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوافة فايق بن محمد بياري كلمة قال فيها «ها هي مؤسسات أرباب الطوائف كلما تألقت مسيرتها وارتقت خدماتها وفاض عطاؤها إن ما تم إنجازه من خدمات وما تحقق من نجاحات يعود للتوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة ولأيادي الخير الممتدة بالعطاء المستمر بدءا من عهد والدكم المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ووصولا إلى عهد راعي هذه المسيرة الظافرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني». بعد ذلك تسلم النائب الثاني هدية تذكارية بهذه المناسبة. حضر الاستقبال، المشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عبدالرحمن بن علي الربيعان، والمدير العام لمكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداود، والمدير العام للإدارة العامة للعلاقات والتوجيه اللواء الدكتور صالح بن محمد المالك .