شخصية متواضعة وخلوقة مع جمهورها إلى أقصى الحدود، دخلت القلوب بحضورها المميز وعطائها المتألق وبخفة ظلها وظرفها. أحبت فنها وجمهورها فترجم الجمهور عشقه وتقديره بلقب «محبوبة أمريكا». «ساندرا أنيت بولوك» المولودة في 26 يونيو عام 1964 في إحدى ضواحي ولاية فرجينيا الأمريكية، والتي نشأت في عائلة فنية تميزت بالقدرات الصوتية والغنائية، فوالدتها هي مغنية الأوبرا الألمانية «هيلجا دي ميير» أما والدها «دبليو بولوك» فهو مدرب مختص بتدريب الأشخاص على أصول الغناء، وبالرغم من أنها أمضت طفولتها تجول بين ألمانيا وأماكن أخرى من أوروبا وفرجينيا لحضور جميع الحفلات التي تؤديها والدتها، إلا أن عاطفتها وحلمها اتجه إلى نوع آخر من الفن، وما عبد الطريق لها تواجدها مع والدتها على خشبة المسرح في كثير من الحفلات، فقد كانت ساندرا من الوجوه المألوفة لدى المنتجين. ولذلك التحقت «ساندرا بولوك» بجامعة «شمال كارولينا» لدراسة التمثيل المسرحي، وقد تميزت بحيويتها وذكائها الحاد وحس الفكاهة المميز، ثم انتقلت إلى نيويورك لمتابعة عملها المسرحي. ومن هنا بدأ مشوار الكفاح حيث عملت نادلة في أحد المطاعم في حين أدت بعض المشاهد البسيطة في عدد من الأفلام والبرامج التليفزيونية، حتى جاءتها اللحظة حين رشحها المنتج جان لو بونت لفيلم «السرعة» عام 1994، إذ كان بمثابة شهادة ميلاد بولوك الفنية، فقد بلغت إيرادات الفيلم ما يزيد على 350 مليون دولار وحصلت على ثناء النقاد، ومثلت بولوك بعدها فيلم «الشبكة» وهو الذي كرس موهبتها وخط نجوميتها إذ صرح مخرج الفيلم «لروين ونكلر»: «عندما دخلت ساندرا مكتبي للمرة الأولى كانت ترتدي ثيابا عادية وحذاء رياضيا وقبعة كرة البيسبول. بدا الأمر غريبا حينها، فمعظم الممثلات يحرصن على ارتداء أفضل ما لديهن عندما يقابلن المخرج للمرة الأولى ولكن مع ساندرا اختلف الأمر». سطع نجمها حين أثبتت «بولوك» ملكاتها التمثيلية الكوميدية في فيلم «عندما كنت نائما». أسست شركة إنتاج خاصة بها وساهمت في تأليف وإخراج وتمثيل أول أفلام شركتها «عمل الشطائر» ولكنها كشفت عن جانب إبداعي جديد في شخصيتها في فيلم «ممارسة السحر» حين أكدت بولوك مقدرتها وموهبتها كمؤلفة ومخرجة وممثلة في الوقت نفسه. قدمت العديد من الأدوار السينمائية المتنوعة التي انتزعت إعجاب وثناء النقاد والجمهور في أفلام منها «28 يوم، قتل بالأرقام» كما تميزت بشخصية «جريس هارت » في فيلم «السيدة كونجنيالتي» في جزأيه الأول والثاني. بدء مشوارها مع الجوائز عام 2005 بحصولها على جائزة أفضل دور من نقابة ممثلي الشاشة عن دورها في فيلم «تصادم»، وفي نفس العام دخلت ساندرا القفص الذهبي بزواجها من الممثل «جيسي جي» لتتوالى الأعوام والأدوار وتصل إلى التكريم الكبير عام 2010 حين حصدت «ساندرا بولوك» جائزة أوسكار أفضل ممثلة رئيسة عن دورها في فيلم «الجانب الأعمى». وبين جائزتين كانت حياتها الزوجية، فقد شهد هذا العام طلاقها بعد عشرة أيام من حصولها على الجائزة إثر خيانة زوجها لها. لكن المفارقات لم تتوقف ذلك العام، ففي نفس العام 2010 فازت بجائزة «الراتسيز» لأسوء ممثلة عن دورها في فيلم «كل شيء عن ستيف» وبذلك تكون أول ممثلة تفوز بجائزة أفضل وأسوء ممثلة في نفس العام. تم تصنيف بولوك في المرتبة ال14 لأغنى شخصية مشهورة، وبثروة تقدر ب 85 مليون دولار أمريكي. لكن التاريخ يسجل الكثير من المرات التي تبرعت فيها لعمل الخير وإغاثة المنكوبين بعد أحداث 11 سبتمبر وأحداث تسونامي.