قدر عاملون في مجال صناعة الحلويات حجم السوق في المملكة بأكثر من ملياري ريال، مؤكدين زيادة الإقبال على صناعة الحلويات في المملكة، وشدة المنافسة في هذا المجال، حيث يوجد في العاصمة الرياض أكثر من ثلاثة آلاف محل متخصص بالحلويات، متوقعين أن يكون هذا العام مختلفا مقارنة بالأعوام الماضية، بنسبة زيادة تبلغ 20 % على سوق الحلويات. وقال رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام للصناعات الغذائية الدكتور صالح آل فرحان إن نسبة زيادة إقبال السعوديين على سوق الحلويات زادت بنسبة 20 % عما كانت عليه في الأعوام الماضية، حيث كانت نسبة الزيادة السنوية نحو 15 % في سوق الحلويات الذي يبلغ في المملكة ملياري ريال سنويا. وأوضح «أن المنافسة في المملكة ستزيد، وذلك لأسباب عديدة منها التطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده المملكة في كل المجالات، وكذلك دخول الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال». وأضاف «لا شك أنه ظهر في الآونة الأخيرة العديد من الأسماء والماركات في سوق الحلويات، ولكن السوق يحكمها الجودة والسعر». وحول مواسم سوق الحلويات، قال آل فرحان «لا يوجد موسم معين للحلويات، ولكن يزيد الطلب عليها في الأعياد، خصوصا ليلة عيد الفطر المبارك، التي تمثل 25 % من مبيعات سوق الحلويات في المملكة بشكل عام، وأكد أن فترة الدراسة يكون الإقبال فيها أفضل من باقي الأيام». وأشار إلى أن الأسعار تتراوح بين 40 و60 ريالا للكيلو الواحد وهذا السعر ثابت إلا أن هناك بعض المحال التي تفرض أسعارا خاصة. من جانب آخر، قال المدير العام ل«حلويات سعد الدين» علي سعد الدين، إن النمو السكاني المتزايد له دور كبير في زيادة الطلب على الحلويات، وإن السوق السعودية تمثل أكثر من ملياري ريال، ونسبة الزيادة السكانية تجاوزت 8 %، وهناك تنافس كبير بين محال الحلويات، ويوجد أكثر من ثلاثة آلاف محل متخصص في الحلويات في الرياض فقط، وأعتقد أن هذا العام سيكون مختلفا بزيادة تقدر بنحو 20 % على سوق الحلويات. وأكد المدير العام لشركة ميشيل كلوزيل لصناعة الشوكولاتة في الشرق الأوسط عيسى العيسى أن السعوديات يمثلن الشريحة الكبيرة من العملاء في المملكة بنسبة تتجاوز 90 % إذ إن كثير منهن يعتبرن الشوكولاتة من أهم الهدايا التي تقدم في المناسبات وأضاف أن حجم مبيعات الشوكولاتة في الصيف تجاوزت 200 مليون ريال. وأضاف أن هناك زيادة كبيرة هذا العام بنسبة 25 % في الإقبال على سوق الشوكولاتة. وقال العيسى إنه يوجد في الرياض أكثر من ثلاثة آلاف محل متخصص في الحلويات تبيع أنواعا من الشوكولاتة ذات النوعية المصنعة محليا وبعضها من الدول العربية المجاورة. من جانب آخر قال مدير معارض نكهة الحلى سامر إبراهيم إن أسعار الحلويات خلال الأعوام الخمسة الماضية ارتفعت بشكل كبير خصوصا في العامين الماضيين بسبب زيادة الإقبال على شراء الحلويات وعدم اعتماد السعوديات على الحلويات المنزلية واعتمادهم على الحلويات سواء من الشوكولاتة أو الحلويات الشرقية بشكل يومي، الأمر الذي دعا أكثر من 60 % من محال الحلويات إلى رفع سعر الكيلو من 35 ريالا إلى 55 ريالا وبعض المحال الأخرى الكبيرة وصل سعر الكيلو فيها إلى 100 ريال باستثناء أسعار الشوكولاتة التي تختلف حسب السلة ومكان الصنع إذا كانت بلجيكية أو سويسرية أو فرنسية فإنه يصل سعر الكيلو إلى 900 ريال لبعض الأنواع وبعضها الآخر لا يتجاوز 200 ريال، بينما الشوكولاتة المصنعة في الدول المجاورة وبلاد الشام لا يتجاوز سعر الكيلو فيها 50 ريالا لاختلاف المواد المصنعة والأولية وكيفية الصنع، وأشار إلى أن النساء يعتبرن السبب الرئيسي وراء رفع أسعار الحلويات بهذا الشكل وأنهن يمثلن نسبة 95 % من عملاء الحلويات في المملكة. من جانب آخر، أكد اختصاصي مرض السكري الدكتور ناصر الشهري أن انتشار محال الحلويات بهذا الشكل هو السبب الرئيسي وراء انتشار هذا المرض الذي جعل المملكة من الدول الأربع الأولى في نسبة انتشار المرض خصوصا لدى الأطفال في المملكة والسبب يعود إلى العادات الغذائية السيئة وانتشار الحلويات والسكر بشكل كبير الأمر الذي نشر السمنة ومرض السكر، خصوصا أن الوعي في أكل الحلويات قليل لدى معظم السعوديين وسبل الوقاية أقل وهذا الأمر يكبد وزارة الصحة السعودية سنويا مبلغ لا يقل عن 300 مليون ريال تقريبا من إبر وأنسولين وأدوية خاصة لمرضى السكري وهذا عزز افتتاح عيادات متخصصة في معظم المستشفيات الخاصة والمستوصفات. وأوضحت اختصاصية التغذية هديل أبوعليا أن الحلويات وانتشارها زادت من مراجعي عيادات التغذية والسكري بنسبة تجاوزت 78 % مقارنة بعام 2008 إذ إن عامي 2010 و2011 تعتبر الزيادة فيهما كبيرة خصوصا في أوساط الأطفال والنساء بشكل كبير، أما الأطفال فبسبب الحلويات، وأما النساء فبسبب العادات الغذائية وتناول الحلويات أيضا بشكل يومي بوصفها وجبة رئيسية، وتعتبر قاضية لدى كثير من النساء خصوصا أن مرض السكري كان في الماضي ينتشر في عمر 40 وما فوق ولكنه حاليا انتشر من عمر 27 إلى 35 عاما للشباب، والأطفال من عمر 4 إلى 11 عاما.