استغرق الشاب المصري أحمد الشحات أقل من 20 دقيقة ليتسلق 22 طابقا في بناية تضم في أدوارها الثلاثة الأخيرة مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزةجنوبالقاهرة بين نهر النيل والمدخل الرئيس لحديقة حيوان الجيزة، حيث تقبع على مقربة من جامعة القاهرة. حبست الخطوة غير المتوقعة من الشاب خلال تلك الدقائق القصيرة أنفاس ما يقرب من 10 آلاف مصري كانوا يتجمعون أمام السفارة طيلة يومين منادين بتنكيس العلم الإسرائيلي وطرد السفير ردا على مقتل عدد من الجنود المصريين على الحدود برصاص إسرائيلي. وصل الشاب إلى بغيته وتعالت الهتافات في الأسفل وبدأ فك العلم الإسرائيلي من سارية كان معلقا بها غير عابئ بهتافات تهز المكان كله تطالبه بإشعال النار فيه، لكن يبدو أنه كان لديه مخطط آخر، حيث نزعه ووضع مكانه علما آخر لم يتبين ساعتها إن كان علم مصر أم فلسطين وإن تبين لاحقا أنه العلم المصري الذي كان يحمله أثناء صعوده. عقب نزوله تنفس الآلاف الصعداء وسجد العشرات على الأرض شكرا لله، بينما تدافع الجميع ناحية الشاب المصري لرؤيته وتحيته ومعرفة تفاصيل العملية الانتحارية التي قام بها، لكنه غاب عن المكان سريعا لينتشر بعدها أن اسمه أحمد الشحات وأنه ينتمي إلى محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة. وفي الشارع أمام البناية تحول الموقف من اعتصام غاضب مندد بموقف «إسرائيل الإجرامي وموقف مصر غير واضح المعالم» إلى كرنفال احتفالي وانطلقت في سماء المكان الألعاب النارية وتم ترديد النشيد الوطني والأغاني الاحتفالية.