«أعد جمهوري بالعديد والجديد من الأدوار في القريب العاجل».. كثيرا ما ترد هذه الجملة، بعد شكر الجمهور على المتابعة، إلى لقاءات كثير من الفنانين المبتدئين. من المحزن أن يظن صاحب ذاك الوجه الجديد، الذي من عليه المخرج بدور صغير يجاور فيه الفنان الكبير، أن الملايين باتوا في انتظار جديد تصريحاته، وأن شاشة رمضان ليست قابلة للمشاهدة ما لم يسفر فيها عن وجهه المنتظر.. يحدث أن يعيش حديث العهد بالفن في مقلب «أكله» في نفسه، ممثلا كان أم روائيا أم.. أم.. وكما أن الإعلام بوسائله يحمل على عاتقه كلفة إيصال صوت الفنان إلى المجتمع، ويكفيه مؤونة لا يستطيعها، عليه أيضا ألا يسهم في صناعة ذلك «المقلب» فيه. من باب البحث عن الشهرة، قد يصنع الفنان «جوه» المختلق بنفسه، ولم يعد الأمر مكلفا، فصفحة face book أهله وزملاؤه فيها هم أصدقاؤه، وهو وراء النصف الآخر بإناثه وذكوره، ومسلسلان اثنان لا أكثر، تضاف لها «النية» في تقبل عروض غير موجودة، كل ذلك كاف لجعله مستشعرا حقيقة الفن، واشتداد الحاجة الماسة لملامحه في كل عمل. ربما حداثة تجربتنا السعودية مقارنة بغيرها، هي من تجعلنا نقنع بالموجود برفع معنويات مبتدئي ممثلينا، الذين لو وجهنا لهم النقد على مستوى الأداء والجودة لغلب الذم المدح. نرفع المعنويات، و«نعيّش الفنان جوه».. لكن بحدود!