ذكرت تقارير إخبارية أن الزعيم الليبي معمر القذافي يستعد لمغادرة بلاده. ونقلت شبكة «إن بي سي» الإخبارية عن مصادر استخباراتية أمريكية لم يتم الكشف عنها، أمس، أن القذافي ربما يترك بلاده ويتوجه إلى تونس برفقة أسرته في غضون أيام. ويأتي هذا فيما يقترب ثوار ليبيا من العاصمة طرابلس بعد أن لاح في الأفق بريق الانتصار الأخير على القذافي. وتحدثت مصادر في المعارضة عن مفاوضات تجرى في تونس مع «تكنوقراط» من النظام. وفي هذه الأثناء دوت عدة انفجارات، فجر أمس، في العاصمة الليبية التي كان يسمع في سمائها هدير طائرات حلف الأطلسي «الناتو». وتركز القصف في حي باب العزيزية، حيث مقر إقامة العقيد معمر القذافي في وسط طرابلس وضاحيتها تاجوراء، وكذلك في غرب العاصمة التي وصل الثوار إلى أبوابها بعد أن سيطروا على قسم من مدينة الزاوية التي تبعد 40 كلم غرب طرابلس بدعم جوي من «الناتو». من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائراتها أغرقت سفينة حربية تابعة للنظام الليبي. وأكد الناطق الإعلامي باسم المعارضة محمود شمام أن الثوار موجودون داخل طرابلس، وأن المجلس الانتقالي اتخذ احتياطات للحفاظ على المنشآت الإستراتيجية في المدينة، التي توقع حسم أمرها خلال أسابيع. وقال العقيد علي الأحرش، وهو أحد قادة الثوار، إن الخناق يضيق على طرابلس، وحذر من حدوث «مجزرة» إذا رفض القذافي التخلي عن السلطة. وتحدثت مصادر لموقع «الجزيرة نت» عن طوق أمني شديد على العاصمة التي قسمت إلى قطاعات، وعززت بأجهزة اتصالات وبوابات شديدة التحصين للسيطرة على المدينة التي تعيش انقطاعات في الكهرباء، وارتفاعا كبيرا في أسعار الوقود. وأكد الثوار أنهم بدأوا صباح أمس، هجوما على مدينة زليتن وتقدموا فيها خمسة كيلومترات ودخلوا إلى وسط المدينة التي تقع على بعد 150 كلم شرق طرابلس. وقال المركز الإعلامي للمجلس العسكري في مصراتة إن الهجوم بدأ في ال05: 30 صباحا بتوقيت جرينتش وأنه «عند الواحدة بعد الظهر، تلقينا معلومات تفيد بأن قوات الثوار دخلت إلى وسط المدينة». وأوضح المركز في بيان أن «المعارك بدأت بقصف مدفعي استهدف مواقع كتائب القذافي ثم تبعه تحرك المقاتلين». وأضاف أن 1.230 مقاتلا من الثوار شاركوا في الهجوم الذي أتاح التقدم داخل زليتن، مؤكدا أن «القسم الشمالي من المدينة على طول الساحل بات تحت سيطرتنا». وأعلن البيان أسر مدير الاستخبارات في المدينة العقيد عمران علي بن سليم، والمسؤول عن ملاحقة واعتقال الثوار. ولم يتم تأكيد هذه التصريحات من مصادر مستقلة. وتقدم الثوار من مدينة مصراتة على بعد 50 كلم إلى الشرق منها، وهم يسعون منذ بداية أغسطس الجاري إلى السيطرة على المدينة الساحلية التي يعيش فيها نحو 200 ألف نسمة. من جهة أخرى، حذرت مصادر دبلوماسية وعسكرية غربية من أن يؤدي سقوط معمر القذافي إلى فراغ سياسي خطير بسبب الفوضى التي يعاني منها الثوار وعدم استعدادهم للإمساك بالسلطة. ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن دبلوماسي غربي في بنغازي قوله في وصف الوضع «إذا سقطت طرابلس في هذه الظروف، فإن هذا سيكون أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث». وقالت الصحيفة إن الصراع العميق بين الثوار يتجلى في الاغتيال الغامض لقائدهم العسكري عبدالفتاح يونس من طرف إحدى مليشياته، وظل اللغز قائما حتى الآن. وفي روما قال مسؤول غربي يتابع الأزمة إنه يخشى وقوع حمام دم إذا سقطت طرابلس، وأضاف «ستكون هناك جرائم انتقام كثيرة، ليس فقط ضد النظام بل بين الثوار أنفسهم». وقالت الصحيفة إن مسؤولا في الخارجية الأمريكية اعترف بوجود مخاوف من انقسام الثوار في حال استيلائهم على السلطة، وأضاف «هناك انشغال كبير بخصوص ما يجري الآن ومخاوف أكبر مما قد يحدث مستقبلا» .