لفترة قريبة ماضية كان «شاب» منطقة الرياض لا يجد خيارات متعددة لقضاء وقت فراغه، فعدم وجود «بحر» ولا أي أثر ل «نهر» ولا حتى «تجمع مائي عابر» باستثناء الأحياء التي لم يحالفها الحظ بمشاريع الصرف الصحي ولا منطقة حرة تعنى بمواهب الشباب ولا فعاليات دورية تلبي احتياجاتهم ولا «معارض» تلامس هواياتهم ولا «مساحات خضراء» كافية ولا «حدائق» حقيقية ودون «مدن ألعاب» صادقة رغم أن الإحصاءات تشير إلى أن شريحة الشباب تمثل أكثر من 65 % من نسبة سكان المملكة، جعلت الخيارات لا تزيد على «بر» الثمامة الذي ينقصه الكثير ليصبح مكان للنزهة أو شارع «التحلية» الذي يسير بسرعة كيلو متر واحد في الساعة وإما مقاهي الشيشة وال«معسل» التي تصبح في كثير من الأحيان الخطوة الأولى لتغيير مسار حياة شاب لمستشفى الأمل، وإما لوحة «للعائلات فقط» التي تكون دوما بالمرصاد لكل شاب تسول له نفسه الدخول إلى «مجمع تجاري» أو «مدينة ألعاب» أو حتى حديقة الحي المجاورة! منذ أكثر من ثلاث سنوات أصبح هنالك خيار جديد لشباب الرياض بعد أن قامت أمانة منطقة الرياض مشكورة بتبني وإنشاء الساحات البلدية في الكثير من أحياء الرياض في خطوة أولى ستتبعها العديد من الخطوات للوصول إلى 100 ساحة بلدية تشمل ممرا لممارسة المشي وملاعب متعددة الأغراض وأماكن مهيأة للجلوس ودورات مياه ومسطحات خضراء لتعويض بعض الأوكسجين المفقود، ما يجعلها مكانا مناسبا لتفريغ طاقة شاب كان سيفرغها في الدوران في شوارع الرياض أو التجمع عند مداخل الأسواق! اليوم أصبحت هذه الساحات مقصدا حقيقيا لآلاف الشباب الذين وجدوا فيها مكانا مناسبا لقضاء أوقات فراغهم بممارسة الرياضة، إلا أنها ستكون مناسبة أكثر فيما لو فعل فيها دور التوجيه بشكل أكبر وستكون مناسبة أكثر فيما لو فعلت فيها مشروع الصيانة الدوري بشكل مكثف، فساحة «حي المروج» بشمال الرياض ستتوقع للوهلة الأولى من مشاهدتها أنها تابعة للقرن الماضي!