دخلت أسواق المال العالمية، أزمة حقيقية بعد أن سجلت الأسهم أدنى مستوى في 11 شهرا، أمس، لتطغى أجواء المراهنة على انخفاض الأسعار، إذ هوت الأسهم أكثر من 20 % منذ أن سجلت أعلى مستوى في ثلاثة أعوام في مايو، وتزايدت مخاوف المستثمرين بشأن عافية الاقتصاد الأمريكي وأزمة ديون منطقة اليورو والتضخم المرتفع في الصين، إضافة إلى التبعية الاقتصادية في أسواق المال الخليجية، التي اتفقت، أمس، على خسائر للقيمة السوقية في جميع أسواقها ولأغلب القطاعات والشركات المدرجة. ولم تنأ السوق السعودية بنفسها من تلك الأزمة على الرغم من المحاولات المتكررة من الأسهم القيادية إلى رفع السوق، مستندة إلى معطيات اقتصادية محلية إيجابية، إلا أن المؤشر العام للسوق هبط، أمس، ودخل في حسابات صعود وهبوط، بل إن المؤشر العام في فترات طويلة نزل دون ستة آلاف نقطة أثناء ساعات التداول، ليغلق عند 6.008.67 نقطة، مع تراجع القيمة السوقية ل110 شركات مدرجة في السوق، في نظرة سلبية للسوق على الرغم من النتائج الإيجابية لمختلف القطاعات في الربع الثاني من العام الجاري، وتوقعات بنتائج إيجابية في الربع الثالث مع انخفاض في الأرباح إلا أنها مبتعدة عن الخسائر. ولم تسلم أي من الأسواق الخليجية المجاورة واستمرت في تحقيق خسائر في القيمة السوقية للأسهم، في كل من أبوظبي ودبي والكويت وقطر والبحرين وعمان، مستندة إلى مؤشرات سلبية من تصاريح وتقارير الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالمشكلة والأزمة المالية بشكل أكثر وضوحا. وتراجع مؤشر «إم.إس.سي.أي» لأسهم كل دول العالم نحو 2 % في تعاملات، أمس، مسجلا أدنى مستوى منذ سبتمبر 2010. وواصل المؤشر تراجعه لليوم العاشر على التوالي. وتراجع مؤشر «إم.إس.سي.أي» لأسهم الأسواق الناشئة 3.4 % صوب أدنى مستوياته منذ يوليو 2010 التي تم تسجيلها في التعاملات الآسيوية. وارتفع الذهب أكثر من 3 %، أمس، ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق للجلسة الثانية على التوالي مستقرا فوق 1770 دولارا للأوقية مع هبوط أسواق الأسهم بفعل مخاوف متزايدة من ركود عالمي بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وقد هوت الأسهم الأوروبية 5 % في المعاملات الصباحية يوم، أمس، مع قيام المستثمرين ببيع الأصول عالية المخاطر على نطاق واسع والبحث عن ملاذ آمن في ظل مخاوف متنامية بشأن سلامة الاقتصاد العالمي. وتراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 4.2 % إلى 897.92 نقطة بعد أن فقد ما يصل إلى 5 % في وقت سابق، وانحدر المؤشر نحو 20 % منذ 22 يوليو. وقفز مؤشر يورو ستوكس 50 لقياس التقلبات 28 % ليسجل أعلى مستوياته منذ أواخر 2008 عندما كانت الأزمة المالية في أوجها. وقال متعامل مقيم في باريس «نقترب من مرحلة قد تجد بعض صناديق التحوط نفسها فيها مجبرة على البيع بخسارة للخروج». وفي المعاملات الأمريكية الآجلة تراجع مؤشر «ستاندرد اند بورز» 500 بنسبة 0.1 % في حين فقد داو جونز 0.3 % واستقر ناسداك 100 دون تغير يذكر. وقاوم المضاربون إغراء بيع الذهب لجني الأرباح مع دنو الاقتصاد العالمي أكثر من كارثة إثر بيع المستثمرين للأصول عالية المخاطر نتيجة مخاوف بشأن عجز كبار الساسة عن معالجة أزمات الدين في أوروبا وأمريكا. وارتفع الذهب في المعاملات الأمريكية تسليم ديسمبر لمستوى قياسي حول 1774 دولارا للأوقية قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه، بينما سجل الذهب في السوق الفورية أعلى مستوى على الإطلاق عند 1771 دولارا وهو الرقم القياسي ال12 في 20 جلسة .