تسبب تزامن شهر رمضان المبارك مع العطلة الصيفية، في توقف الأعراس والأفراح، وتأجيلها إلى ما بعد العيد، إلا أنه استمرت حفلات الخطوبة وعقد القران. واضطرت الفئات التي تحب البهرجة والتفاخر بمبالغ كبيرة في حفلاتهم، إلى تأجيل كل حفلاتها لما بعد العيد، لتبقى الحفلات القليلة التي تقام في شهر رمضان المبارك مقتصرة على وليمة العشاء في الاستراحات المكشوفة، وبأمور ميسرة جدا، لا ترضي طموح العديد من النساء. وأجبر رمضان العرسان الراغبين في إتمام أعراسهم إلى الاحتشام، خاصة في مسألة الملابس بالنسبة إلى النساء، حيث اختلفت الأزياء عما كان سائدا في الحفلات قبل أو بعد رمضان، وتميزت بأنها أكثر حشمة ووقارا، وألغيت بعض العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع الشهر الفضيل، وتخلت العوائل عن التعاقد مع الفرق الموسيقية لعدم انسجامها مع آداب الشهر الفضيل. ولا يرى صاحب قاعات واستراحات بجنوب وشرق الرياض بسام أبو عبدالله، تأثره كثيرا برمضان «لأن الكثير من الأسر رغبت في إقامة حفلاتها في رمضان، والتخفيف على نفسها بالنسبة إلى الولائم الكبيرة من ناحية والبذخ المصاحب للأفراح الاعتيادية من ناحية أخرى، لذا يوجد إقبال على الاستراحات لإقامة حفلات الخطوبة وعقد القران، بعدما استكفت الأسر بجمع الأهل والأقارب والأصدقاء وتناول العشاء، بعيدا عن الطرب وجميع أنواع الموسيقى، فالموسم الحقيقي للاستراحات بعد العيد، حيث تمت الحجوزات في تلك الفترة بصورة كاملة». وعلى النقيض من حال استراحات المملكة، يعتبر شهر رمضان في بعض الدول العربية، وخاصة في المغرب موسم الأعراس، حسب تأكيدات أبو عبدالله، مضيفا أنه صبغ أخيرا بالكثير من التغييرات حيث غابت عادات العرس المغربي على سبيل المثال وتأثرت باقي الطقوس بخصوصية شهر رمضان، وتم اختصار وقت الحفل الرئيس الذي كان ينظم عادة من الثامنة مساء واقتصر على ساعتين فقط. وأشار إلى أن محدودية الإجازة السنوية ودخول رمضان ضمنها ربما تسبب في حيرة الأهالي والتوافد على صالات الأفراح «الضغوطات غير مسبوقة، وغالبية القاعات محجوزة حتى موعد دخول المدارس، وجميع الأسر لجأت إلى إتمام زواجاتهم قبل انتهاء إجازة المدارس السنوية، فكان نصيبها أن تقيم في شهر رمضان المبارك».