تسبب قصر موسم الإجازة الصيفية والتي يتخللها شهر رمضان في إشغال صالات الأفراح بنسبة 100 في المئة، ما دفع بعض المقبلين على الزواج إلى اللجوء إلى الاستراحات على رغم وضعهم المادي الميسور، في رأي آخرين هو الحل في إقامة حفلات زواج عائلية. ويقول عاملون في هذا المجال إن الطلب الكبير على استراحات وصالات الأفراح ونقص المعروض أدى إلى رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 30 في المئة، مقارنة ببقية الوقت من العام. وأوضح مالك صالة أفراح قرني الزويد أن قصر موسم الإجازة الصيفية التي أصبحت شهرين، يتخللها شهر رمضان تسبب في إشغال صالات الأفراح بنسبة تصل إلى 100 في المئة. وأضاف: «اتجه الكثيرون إلى بديل آخر لإقامة الأفراح وهو الاستراحات المعدة لهذا الأمر، أو استراحات غير معدة لإقامة حفلات الزواج، كما أن البعض الآخر قصر زواجه على العائلة في المنزل والتي يحضرها فقط الأقارب، في حين أنه يقوم بعد العيد بوضع مناسبة عشاء للأصدقاء والأقارب الآخرين بعد العيد. وأكد الزويد أن الراغبين في الزواج يحرصون على أن تكون حفلات زواجهم في الإجازة الصيفية، خصوصاً في بدايتها، كما إنهم لا يحرصون على إقامتها خلال النصف الثاني من شهر شعبان، لذلك يقوم كثيرون بتأخير الزواج إلى بعد عيد الفطر، وهذا الأمر يزيد الطلب على صالات الأفراح خلال شهر رجب ومطلع شعبان. من جهته، قال مشرف إحدى صالات الأفراح سليم عسله إن هناك تنافساً كبيراً بين صالات الأفراح والفنادق فئة ال4 نجوم التي تقدم خدمات مشابهة، وبخاصة لمتوسطي الدخل، غير أن قصر وقت الإجازة وكثرة الطلب دفع حتى الأسر الميسورة إلى البحث عن صالات الأفراح وفنادق ال4 نجوم». وعن أسعار صالات الأفراح قال عسله: «تتراوح في مجملها مابين 30 إلى 100 ألف ريال، وتشمل قيمة إيجار الصالة، وتقديم المقبلات وطبخ وجبة العشاء والبعض يتكفل بكوشة المنصة»، مرجعاً الأمر في النهاية إلى الاتفاق بين المستأجر ومالك الصالة. ولفت إلى أن الطلب الكبير على الصالات وقلة المعروض أدى إلى رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 30 في المئة، وهي نسبة ليست كبيرة، وبخاصة أن كلفة تلك الصالات كبيرة. وقدّر ما ينفقه السعوديون على تأجير صالات الأعراس وما يدفعونه في مقابل الخدمات داخل هذه القاعات من عمليات تزيين و «كوشة» وغيرها بأكثر من 6 بلايين ريال سنوياً. أما مالك عدد من الاستراحات المعدة للزواج عادل الضيف فأوضح أن لديهم نحو 25 استراحة يديرونها في الرياض، جميعها محجوزة منذ بداية الصيف، وقبل الاختبارات الدراسية بشهر تقريباً، وبخاصة الاستراحات الكبرى سواء المعدة للاحتفال بالزواج أو الأخرى المخصصة لترفيه العوائل، مؤكداً حرص من يرغب في الزواج على الاستئجار قبل ذلك بفترة حتى يضمن تأجير استراحة مميزة» وتابع قائلاً: «كثيرون أخروا مناسبات الزواج إلى بعد عيد الفطر المبارك ليكون هناك توفر في العرض وفي الخيارات»، مقدراً كلفة تأجير الاستراحة المعدة للزواج مابين 4 آلاف و15 ألف ريال خلال فترة الصيف فقط، وهذا السعر يرجع إلى مواصفات كل استراحة والإمكانات الموجودة فيها. أما المشرف على استراحات زواج سمير فاروق، فيشير إلى ان الطلب حالياً أكبر من العرض، وهو ما أسهم في ارتفاع الأسعار، موضحاً أن الاستراحات المعدة للزواج حكراً على منخفضي الدخل بل إن قصر الإجازة الصيفية أسهم في توجه بعض الميسورين إليها. أما مشرف إحدى صالات الفنادق ال5 نجوم علي فاروق فيقول إن قيمة استئجار الصالة في غالبية فنادق الخمسة نجوم تحسب بالشخص، وتبدأ في العادة من 250 ريالاً وحتى 700 ريال للفرد، ويشترط على من يريد حجز الصالة أن لا يقل عدد المدعوين عن 70، مؤكداً أن تلبية الطلب على الوجبات المتنوعة قادنا إلى جلب طهاة متخصصين في تجهيز الوجبات الشعبية، كما أن الشهر الجاري والمقبل تصل نسبة الحجوزات إلى 95 في المئة، معتبراً الأسعار التي تقدم مناسبة للجميع. وشدّد على أن تكاليف تجهيز الفنادق والصالات الفندقية المخصصة بالأفراح تعتبر أعلى بكثير من كلفة الصالات المختصة بالأفراح، مرجعاً ذلك إلى أن الصالات يقوم بتجهيزها وتنفيذها أي شخص يملك خبرة بسيطة في التنظيم وباجتهادات شخصية، أما صالات الأفراح في الفنادق فإن العاملين فيها هم من حملة شهادات مختصة، ويحرصون على سمعة الشركة المشغلة التي في العادة شركة عالمية. وأضاف أن الفنادق تقوم بتقويم الصالات التي لديها بحسب عدد الضيوف المتوقعين للمناسبة وعدد الوجبات التي تقدم من أجل الاستفادة من الموسم المميز في هذا الوقت، فأصبحت بعض الصالات مقسمة لأكثر من قسم لتلبية الطلب المتزايد، لافتاً إلى أن سعر البوفيه ل 100 مدعو يتراوح مابين 15 و 40 ألف ريال، بحسب موائد وأنواع الأطعمة المقدمة.