تعود البيت الأبيض الأمريكي على استضافة حفل إفطار رمضاني سنوي يقام في غرفة الطعام الرئيسة بحضور ممثلين للأمريكيين المسلمين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وبعض وزراء الحكومة وأعضاء من الكونجرس. ورغم أن الرئيس السابق جيفرسون أقام مأدبة إفطار في البيت الأبيض قبل أكثر من 200 عام، إلا أن أول مأدبة إفطار رمضانية حقيقية كانت عام 1996 بمبادرة من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ثم تمسك بها من بعده جورج بوش الابن وباراك أوباما. والآن هناك حفل إفطار آخر يقام بوزارة الخارجية والسفارات الأمريكية في أنحاء العالم الإسلامي، حيث توجه الدعوات باسم الرئيس أوباما. وحضر حفل العام الماضي 100 مدعو بينهم سفراء عرب ووزراء الدفاع والعدل والصحة. وقال الرئيس أوباما في الكلمة التي ألقاها خلال المأدبة «مرحبا بكم في البيت الأبيض. ولكم، وللأمريكيين المسلمين في ربوع بلادنا، ولكافة المسلمين في أنحاء العالم، أزجى وأطيب الأماني بمناسبة حلول الشهر المبارك. والليلة نتذكر أن رمضان احتفاء بدين عرف عنه التنوع العظيم. وأن رمضان يذكرنا أن الإسلام ظل دائما جزءا من أمريكا. وقد قدمت إلى هنا الأجيال المسلمة مثلها مثل العديد من المهاجرين الآخرين، لتشكل مستقبلها. صاروا مزارعين وتجارا وعملوا في الطواحين والمعامل والمصانع. ساعدوا في مد خطوط السكك الحديدية وفي بناء أمريكا. وأسسوا أول مركز إسلامي في مدينة نيويورك في تسعينات القرن ال 19، وبنوا أول مسجد بأمريكا في سهول ولاية داكوتا الشمالية، ولعله أقدم مسجد متواصل الوجود في أمريكا، وأقدم مسجد لا يزال قيد الاستخدام إلى اليوم مسجد في سيدار رابيدز في ولاية أيوا. واليوم، تتعزز أمتنا وتزداد قوة على يد الملايين من الأمريكيين المسلمين. فهم يبدعون في كل مناحي الحياة. إن الجاليات الأمريكية المسلمة، بما في ذلك المساجد المنتشرة في جميع الولايات، تقدم خدمات لجيرانها. ويعمل الأمريكيون المسلمون على حماية مجتمعاتنا بالانخراط في قوات الشرطة وفي فرق الإطفاء وفي عناصر النجدة. وقد جاهر رجال الدين المسلمون بمناهضتهم الإرهاب والتطرف، مؤكدين مجددا أن تعاليم الإسلام تنص على أنه يجب على الإنسان الحفاظ على النفس البشرية، وليس إزهاقها. إن أبناء الجالية المسلمة الأمريكيين يخدمون بكل شرف في صفوف قواتنا المسلحة». واختتم أوباما كلمته بقوله «نحتفل الليلة بدين عظيم، يلتزم بالعدل والتقدم، ونكرم إسهامات الأمريكيين المسلمين، والأمثلة الإيجابية التي ضربها الكثيرون منهم من خلال حياتهم الخاصة». وتضمنت قائمة الطعام التمر والسلطة الخضراء واللوز بالبهارات وصلصة الخل بالعسل والدجاج وهريسة البطاطا والكراث والقطائف والآيس كريم بالبرتقال والليمون. وبعد انتهاء كلمته، دعا أوباما الحضور لتناول الطعام وداعبهم قائلا «لا أعرف بعض أنواع الطعام، ولكنني متأكد من أنها ستكون قائمة طعام جيدة. وبهذا، أعتقد أن بإمكاننا الآن أن نبدأ الوليمة». ويحتفظ المسلمون المقيمون في أمريكا بالعادات والتقاليد الإسلامية خلال الشهر الكريم. وكل أسرة تحمل تقاليد مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلاد الغربة، والتجمع على مائدة واحدة للإفطار معا من أجل تقوية العلاقات بين جميع أفراد الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة. وتمتلئ المساجد بالمصلين خاصة عند التراويح، إلى جانب تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديد من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامة مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلول رمضان، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام والإفطار، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بعادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية. هذا علاوة على اهتمام البيت الأبيض بدعوة المسلمين إلى تناول الإفطار في الشهر الفضيل. وينص الدستور الأمريكي على احترام العبادات والأديان كلها دون تفرقة .