اتجهت أنظار الصائمين في مختلف مدن المملكة مجددا إلى مياه زمزم، للإفطار عليها، لما فيها من بركة. وشهدت مراكز توزيع مياة زمزم التابعة لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم إقبالا كبيرا منذ صباح أول أيام رمضان استعدادا للتزود بكميات مناسبة من الماء المبارك الذي لا غنى عنه في الموائد الرمضانية عند الكثير من الأسر، خاصة المكاوية الحريصة دوما على الإفطار بتمرات وارتشاف جرعات من مياه زمزم. وواكب هذا الإقبال مضاعفة الإنتاج من قبل إدارة مشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم، وفتح نوافذ إضافية للتخفيف من حدة الازدحام وتسريع حركة الصفوف على مدار الساعة دونما توقف إلا لأداء الصلوات وتسيير العمل من خلال مجموعات متناوبة، فيما حددت حصة الفرد بعشر عبوات بعد أن كانت تنحصر على عبوتين قبل دخول الموسم. وعلمت «شمس» من مصادرها أن إدارة المشروع عملت على تشغيل الخطوط الإنتاجية الأربعة للمصنع بكامل طاقتها لمقابلة الحاجة المتزايدة لمياه زمزم في شهر رمضان، حيث ينتج كل خط ما يربو على خمسة آلاف عبوة في الساعة سعة كل عبوة عشرة لترات، علما أن الطاقة القصوى لكل خط على حدة 50 ألف عبوة. وتمر عملية التنقية والمعالجة عبر الخزان الرئيس والذي يسع لعشرة آلاف متر مكعب، وترده مياه زمزم من البئر مباشرة، وفي مرحلة ثانية ينقل الماء إلى خزانين آخرين، وتتفرع عمليات توزيع مياه زمزم المعالجة من خلال الخزانين لتغذي خزان كدي الخاص بالمسجد الحرام والذي يتسع لعشرة آلاف متر مكعب، ومن ثم التوجه لتعبئة خزان سبيل الملك عبدالعزيز الذي يتسع ل 16 ألف متر مكعب وتعبئة صهاريج متنقلة بمياه زمزم ونقلها للمسجد النبوي الشريف بصفة مستمرة مع مراعاة زيادة الكمية المنقولة في مواسم الحج ورمضان، فضلا عن دعم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم بمياه زمزم، حيث تتم تعبئة المياه في عبوات بلاستيكية شفافة وفق أحدث المعايير العالمية، وتحدد عليها فترة التعبئة ومدة صلاحيتها وتخزينها في أماكن تقل درجة حرارتها عن 30 درجة مئوية وهو عبارة عن مستودع لتخزين العبوات يتسع ل 1.5 مليون عبوة من ماء زمزم. وحذرت مصادر مطلعة من مغبة تعريض عبوات مياه زمزم المنتجة لدرجات حرارة عالية أثناء عرضها للبيع على الطرقات من قبل الباعة الجائلين وتخزينها وفق طرق تقليدية لا تراعي متطلبات التخزين السليم، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى تحلل الكيماويات المنتج منها العبوات ما يجعلها تمتزج بالمياه وهو ما يؤدي لأمراض مزمنة .