أقنع تسعة شباب في المنطقة الشرقية أهالي المنطقة باستبدال كوب من القهوة، بكتبهم القديمة، عبر حملتهم الفريدة من نوعها التي جاءت تحت عنوان «قهوة كتاب»، التي انطلقت الاثنين الماضي عبر فريق «اقرأني» التطوعي. وجابت الحملة عددا معينا من المقاهي في الخبر والدمام، في محاولة جادة من المشاركين في الحملة لإعادة الكتاب إلى مكانته الأصيلة التي فقدتها في ظل الثورات التكنولوجية الهائلة التي جعلتها تظل حبيسة الأرفف لأعوام ولا سيما بين الشرائح الشبابية من الجنسين. وأبانت نائبة رئيس الفريق سارة القرعاوي ل«شمس» أن الفكرة كانت تراود الفريق منذ فترة طويلة «لكن لم تجد لطرحها الوقت المناسب، ومع قدوم إجازة الصيف وجدنا أنها الفترة المناسبة لطرحها وتفعيلها على أرض الواقع، حيث أصبح الآن نادي اقرأني مقرا خاصا للفتيات، يمكن وضع الكتب فيه والاستفادة منها عن طريق نظام الإعارة، وسيشرف الفريق على ذلك لنتأكد أن الكتاب يقرأ أكثر». وتابعت «حاليا وزعنا الفريق في الخبر والدمام فتيات وشبابا بحيث يأخذون الكتب من المتبرع، ويقدم المقهى القهوة لهم وسنرتب ونصنف الكتب، ونتأكد من وضعها في المكان المناسب لها». وأشارت إلى أنه «في اليوم الأول كان إقبال الشباب كبيرا ووصلت الكتب إلى ما يزيد على 200 كتاب خلال يومين فقط، ونتوقع زيادة هذا العدد قبل ختام الحملة الجمعة المقبلة». وتؤكد القرعاوي أن المنطقة الشرقية بيئة غنية بالمثقفين والمحبين للقراءة لكن لم تتح لهم الفرص ليظهروا ويتفاعلوا «نعلم أن مكتبات الأفراد عامرة بالكتب التي تطلب من يقرؤها وبوجود هذه الحملة ستدب الحياة في الكتب، ويعاد قراءتها بعد أن يتبرع بها أصحابها، ومع التدفق الثقافي الهائل الذي يحصل الآن في العالم أصبح من الصعب ألا تتسارع الخطى لتواكب الركب ما يتعين عليك استبدال القديم لتستقبل الجديد من التطورات والمستجدات»، مشيرة إلى أن الحملة تساعد على أن يستبدل الفرد كتبه القديمة لتستقبل مكتبته الجديد منها، كما تساهم الحملة من جهة أخرى في نشر المعرفة والعلم عن طريق أخذ هذه الكتب وتقديمها لأشخاص آخرين مهتمين بالقراءة، مشددة على أن الحملة مفيدة للطرفين المتبرع والمتلقي للكتب. وعن سر اختيارهم استبدال الكتاب الواحد بكوب قهوة ذكرت القرعاوي أن القهوة دائما ما ترتبط مع القارئ في عزلته «هي من أهم الطقوس التي يقوم بها القارئ عند قراءته الكتاب، وبالطبع تختلف الطقوس من شخص لآخر إلا أن الأغلبية تفضل القهوة». وبينت أن هناك كثيرا من الأشخاص تربطهم علاقة قوية مع الكتاب، فيجد صعوبة في التبرع بكتبه، ومع ذلك هناك كتب يستطيع الابتعاد عنها لأنها أخذت ما يكفي من اهتمام الشخص وأصبح الآن بإمكانه التبرع بها «هناك كتب يجب أن تبقى قريبة منه فيعود إلى قراءتها دائما، وهناك كتب لم تشغل حيزا كبيرا من اهتمامه فيمكنه التبرع بها، ليس يعني ذلك أنها سيئة بل إنها لا تقع في دائرة اهتمام الشخص، ولكنها من المؤكد أنها تهم شخصا آخر، وبهذه الحملة سنتمكن من إيصال الكتب للأشخاص المناسبين لقراءتها وأيضا هناك من يسعد في أن ينشر الثقافة وزيادة الوعي بأي طريقة والتبرع بالكتب خير طريقة لذلك» .