وضع رئيس الوزراء المصري عصام شرف، أمس، اللمسات الأخيرة على تعديل حكومي واسع النطاق مع تغييرات في الخارجية والمالية خصوصا، وذلك في محاولة لتهدئة الانتقادات الموجهة لحكومته الانتقالية وللجيش الذي يتولى إدارة البلاد. ويتوقع أن يعلن شرف، قبل مساء اليوم على الأكثر، فريقه الحكومي الجديد، فيما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن شرف قدم بالفعل اليوم قائمة بأسماء الوزراء الجدد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يقود مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. ويهدف هذا التعديل إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين الذين يعتصمون ويتظاهرون منذ نحو عشرة أيام في ميدان التحرير بوسط القاهرة وكذلك في مدينتي السويس والإسكندرية الساحليتين مطالبين باستبعاد شخصيات تعتبر قريبة من النظام السابق. واستنادا إلى الصحف فإن التعديل يشمل نحو 20 وزارة أي أربعة أخماس الحكومة. ولا يتوقع تغيير في وزارات الداخلية والثقافة والعدل والتعليم والسياحة. وقد اختار شرف بالفعل، أمس الأول، نائبين له هما الخبير الاقتصادي الشهير حازم الببلاوي وعلي السلمي العضو البارز في حزب الوفد الليبرالي ليخلفا نائبه السابق يحيى الجمل الذي استقال من منصبه هذا الأسبوع. وأمس كلف شرف الببلاوي أيضا تولي وزارة المالية خلفا لسمير رضوان الذي استقال من الحكومة بعد أن واجه صعوبات مع مشروع الموازنة الذي قدمه والذي طلب الجيش إجراء مراجعة كاملة له. أما السلمي فيكلف قضايا «التنمية السياسية والتحول الديموقراطي». من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية محمد العرابي، مساء أمس الأول، استقالته التي كان يطالب بها العديد من المتظاهرين معتبرين أنه من شخصيات النظام السابق إذ كان سفيرا لبلاده في ألمانيا. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العرابي برر استقالته بالرغبة في تجنيب رئيس الوزراء أي إحراج خلال مفاوضاته بشأن التعديل الجاري.