هيئتهم تبدي أنهم في حالة غير طبيعية، ملابس رثة ووجوه متسخة، أشكالهم تتغير من يوم لآخر، أحيانا يمارسون التسول، وأخرى يتزينون بأفضل الملابس على الإطلاق.. يسمع من حولهم أنهم يتبعون جهات رسمية تضعهم في هذا المكان من أجل أن يتابعوا أحداثا معينة. وآخرون يقبعون معهم في نفس الحارة والحي، يؤكدون أن المخدرات أثرت فيهم، وأما المارة فيقولون إنه يجب أن يكون هناك رقيب عليهم، وأن يبعثوا إلى مكان يتابع حالتهم. يمشي أحدهم في الساعة الثانية ظهرا في درجة حرارة مرتفعة دون حذاء حول مكان معين ويضحك لمن يمر من جانب آخر، وآخر في غرب الرياض كان يضع له كرسيا وحوله بعض الأواني المنزلية ويرحب بالجميع بأن يتواجدوا في منزله، كما يزعم. لم تنته القصة هنا، في القريب شاب في مقتبل عمره كان في كامل زينته وأكملها ب«بشت» الزواج الذي يدعي لأصحاب السيارات في الإشارة زواجه في كل يوم يتواجد فيه، وآخر يقف عند أحد المحال التجارية وكأنه يضرب بمسدسه الوهمي على المارة. تؤكد اختصاصية نفسية، رفضت ذكر اسمها، أن ما يحدث لهم نتيجة ضغوطات اجتماعية سواء على مستوى العمل أو المنزل، فبعضهم يعيش في عناء مستمر براتب قليل ومسؤولية تزيد يوما عن آخر، وكذلك المتطلبات التي تحمل على عاتقه من أسرته، فيكون مصيره إلى البحث عن شيء ينسيه همه فيتجه إلى أقرب طريق وهو المخدرات. وتشير الاختصاصية إلى أن بعضهم تطورت حالتهم ولا يمكن السيطرة عليها فيصيبه الجنون، فيبقى في وضع لا يمكن أن يعلم عن حاله، وإذا لم يجد المتابعة والاهتمام من أسرته فلن يجدها من الخارج «عند وجود مثل هذه الحالات يجب أن تحول للصحة النفسية، التي ستتابع حالته لحين علاجها، ثم يحول لمن يختص في الإدمان لإنهاء أزمته ويعود في صحة جيدة». أحد المارة يوضح جانبا آخر لصورة أحدهم اعتاد اعتراض طريق المارة «أبناء الحارة أصبحوا يبحثون عن طريق آخر يسلكونه عند تواجده في الشارع لأنه يخيفهم بتصرفات غريبة، ويجب أن يجد متابعين من الجهات المختصة في أمره». ويؤكد مصدر أمني أن هؤلاء لا يمكن إدانتهم في أي جريمة، ولكن أي شخص يحاول التبليغ عنهم نأمر بإحضاره، وكذلك استدعاء ذويه إذا كان معروفا، والأخذ بتعهد عليه، وتحويله للجهات المختصة للكشف عليه، ومعرفة حالته، مشيرا إلى أنهم ليسوا تابعين أمنيين، كما يزعم البعض، هؤلاء يحتاجون إلى وقفة لعلاجهم.