وجوه متسخة، وجسد تكسوه ملابس رثة، بعضهم يتمتم بكلمات يصعب فهمها، والبعض الآخر يؤذي المارة في الشارع.. ينامون على الأرصفة والطرقات والميادين العامة.. هناك من يشير إلى إصابتهم بالمس أو السحر، وآخرون يعزون حالتهم إلى الإفراط في تناول المخدرات والمسكر، ويوصون بمتابعة حالتهم والأخذ بيدهم.. يمرون بحالات نفسية متعددة، تارة تجد بينهم من يبكي من دون سبب، أو من يبكي بكاء متواصلا .. وهناك من يكرر محاولات الهروب أو الشروع في الانتحار، فيما تلجأ بعض الأسر إلى تقييد أبنائها المرضى بالسلاسل والحبال أو يغلقون عليهم أبواب المنزل دون طائل .. إنهم المرضى النفسيون الذين يستعصي علاجهم. وهنا أوضح، أحمد علوان، أن لديه شقيقا يعاني من هذه الحالة قبل أن يصاب بمرض نفسي لم يجد له علاجا، ويضيف: كان يمارس حياته بشكل طبيعي وسط عائلته وزوجته وأبنائه، ولكن تدريجيا وصل إلى حالة متهورة، وأرجع البعض الحالة إلى إصابته للسحر، وظهرت عليه عدة أعراض غريبة، فهو يتحدث بكلمات غير مفهومة وأحيانا نشعر بأنه لا يذكرنا ودائما ما يغادر المنزل ونجده في مكان بعيد بعد عدة أيام، وزاد: بدأ يدخن كثيرا، وحتى والدته وشقيقاته لا يسلمن منه، ودائما ما يحاول إحراق المنزل والهرب المتكرر، وحاولنا إدخاله إلى مستشفى الأمراض النفسية، ولكنهم يأمرون بخروجه لأسباب عديدة من تحسن حالته أو عدم توافر مكان شاغر. إلى ذلك، أوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة إيمان، ف، «السبب الحقيقي للتحولات التي يتعرض لها هؤلاء المرضى، هو الضغوطات النفسية والاجتماعية، سواء على مستوى المنزل أو العمل، فمنهم من يتحمل مسؤولية أسرة كبيرة ومردوده المادي قليل، فيلجأ إلى المخدرات عله ينسى معاناته، ومع مرور الزمن تكبر المعاناة وتتطور الحالة ولا يستطيع السيطرة عليها، فيصيبه شيء من الجنون، ومثل هذه الحالات لا بد من إحالتها للصحة النفسية لمتابعتها والوقوف على أسبابها».