قرر رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل وضع حد لحجم المصروفات المرتفع للنادي على الرغم من تجاوز حجم العائدات للسنة الماضية حاجز ال 400 مليون يورو، حيث أكد أن رحلات مديري النادي سيتم تحويلها جميعا إلى الدرجة السياحية بدلا من الممتازة كما كان معمولا به في وقت سابق، موضحا أن الشخصيات التي لم يعجبها القرار بإمكانها دفع فارق التكلفة بين التذكرتين. وحرص روسيل عند إصدار أنظمته الجديدة على التركيز صوب الشخصيات البارزة في النادي، خصوصا بعدما جاء القرار الثاني خاصا بهم أيضا، بمنع المكالمات المجانية وأن على كل مسؤول الالتزام بدفع الفواتير الخاصة بهاتفه الجوال بعد أن كان النادي ملتزما بسدادها سابقا. ولاقت أول نقطتين من جملة قرارات روسيل إشادات واسعة، إلا أن الجزء المتبقي منها اعتبره غالبية المقربين من النادي أشبه ب «إهانة»، وأن روسيل يحاول تشويه سمعة برشلونة بها، حيث وصلت مرحلة التشديد إلى الطعام بمنع الوجبات الفاخرة. ولم يقف روسيل عند هذا الحد بعدما أصبحت طباعة الورق بالأبيض والأسود وتم إلغاء النسخ الملون، إلا في حالة واحدة هي التعاملات الرسمية بين برشلونة والأندية الأخرى، وفيما عدا ذلك فإن الطباعة الملونة ممنوعة وقد تعرض المخالف لها لعقوبات صارمة. وغزت التخفيضات رواتب اللاعبين أيضا، وكان الفرنسي إيريك أبيدال أول ضحاياها بعدما جدد عقده مع النادي براتب شهري أقل مما كان يتقاضاه سابقا، ونفس الأمر ينطبق على الأرجنتيني ماكسيرانو. وأعلن روسيل أن ناديه يعاني أزمة مالية خانقة، إلا أنه عجز عن تبرير السبب في ذلك، ولم تكن لديه إجابة مقنعة، ما جعله في موقف محرج أمام بقية أعضاء مجلس إدارة النادي ومنسوبي وسائل الإعلام الذين حاصروه بعد إعلانه تخفيض حجم المصروفات. وبخلاف تخطي عوائد النادي لحاجز 400 مليون يورو بالموسم الماضي، كانت جماهير برشلونة الأكثر حضورا للمباريات سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، وبحسب إحصائيات الاتحاد الأوروبي فإن برشلونة كان أكثر المستفيدين من المبالغ المالية جراء الحضور الجماهيري، والأمر نفسه أعلنه الاتحاد الإسباني. وحقق النادي «الكتالوني» الموسم الماضي الدوري الإسباني، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا، ويصل مجموع المكافآت المالية في البطولتين ما يقارب 95 مليون يورو، علما أن برشلونة يحصل سنويا على ما يقارب 170 مليون يورو وهي حصته من النقل التليفزيوني للدوري المحلي. واستغلت الصحف الرياضية المشهورة بانتمائها إلى ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة القرارات المثيرة للجدل التي أعلنها روسيل، حيث وصفته صحيفة «ماركا» ب «البخيل» وألمحت إلى أنه يحاول استغلال عوائد النادي الكبيرة لدعم مشاريع خاصة به، في وقت أكدت فيه «آس» أن برشلونة يعاني أزمة مالية خانقة لن يتجاوزها بسهولة. وعلى الطرف الآخر دافعت الصحف البرشلونة عن ناديها، مشددة على عدم وجود إثباتات حقيقية حول معاناته من الديون كما يزعم روسيل مستعرضة قوائم النادي المالية في السنوات الأخيرة وأنها كافية لجعله أكثر الأندية صرفا للأموال بعد ريال مدريد .