خالد الصاوي - صلاح عبدالله- جيهان فاضل - كندة علوش. الفيلم: الفاجومي 2011 تمثيل:سيناريو وإخراج: عصام الشماع النوع: دراما اجتماعية – سيرة ذاتية تقوم أفلام السيرة الذاتية على استلهام شهرة ونجاح أصابته الشخصية المقدمة ليعاد تقديمها بصريا، ولكن وفق منظور صناع العمل. ومن هذه الزاوية يأتي فيلم «الفاجومي» ليتناول قصة حياة شاعر العامية المصرية الكبير «أحمد فؤاد نجم» الذي يقدمه الفيلم باسم «أدهم نسر» منذ خروجه من قريته في محافظة الشرقية بمصر، وسجنه الأول، ثم لقاؤه الذي أنتج صداقة طويلة مع الشيخ «إمام عيسى» الذي يقدم بالفيلم باسم «همام موسى»، وذلك في الفترة من 1952 وحتى 1981، ثم بقفزة زمنية إلى زمن ثورة «25 يناير» التي أطاحت بحكم الرئيس مبارك، يستعرض العمل كافة الأوضاع السياسية التي أثرت في نجم وإمام وأدت لخروج واحد من أهم الثنائيات الشعرية الموسيقية، والأيدلوجية الثورية في مصر والوطن العربي. وهكذا سيبحر الفيلم بالاعتماد على سرد المفاصل الإنسانية التي كونت توجهات نجم الشعرية، ولاحقا الثورية، وفترات سجنه التي تزيد بمجملها على 18 سنة خلال فترة حكم الرئيسين «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» وبتجاوز كلي لفترة حكم «مبارك» التي مردها لتهميش «نجم» وعدم التعرض له مطلقا في هذه الفترة. ولكن لكل شخصية مفاتيحها وخصوصا إذا كانت لا تزال على قيد الحياة كما هو حال نجم، فالفيلم الذي استمد اسمه من لقب شعبي يطلق على الشاعر وهو «الفاجومي» ومعناه الشخص ذو النقد اللاذع واللسان السليط الذي لا يهاب قول شيء، قد وقع في فخ الحكاية ومفاصلها، إذ جاءت النقلات الدرامية في الفيلم ينقصها أي روابط حيث ضاعت المفاصل التاريخية عبر اختصار فترات زمنية كبيرة وحوادث سياسية مفصلية في حياة مصر ونجم على حساب استعراض سريع تقريري لبعض التحولات الاجتماعية، وهو ما مسخ الشخصية المعروفة بغناها وجدليتها المثيرة، وجعله فيلما سطحيا يقوم على مبدأ الصناعة التجارية بسبب استخدامه لبعض المثيرات للجمهور على الرغم من تميز جانبه الإخراجي وأداء الممثلين، وخصوصا الثنائي العملاق «خالد الصاوي وصلاح عبدالله» في دوري نجم وإمام والاستخدام الموفق للكثير من التراث الشعري الذي غذته الموسيقى المستمدة من أغاني الشيخ إمام، والأغاني التي قدمها الفنان «أحمد سعد» بصوته لا بصوت إمام الحقيقي. ورغم كل التألق لأداء الصاوي، لكن نهاية الفيلم وهو يغني قصيدة «مصر يما يابهية» كانت كارثية وأسقطت الفيلم الذي يفترض أن يقدم حياة رجل قال عنه الشاعر الفرنسي «لويس أراجون»: «إن فيه قوة تسقط الأسوار».