بدأت دور العرض السينمائي في العاصمة المصرية القاهرة استقبال مرتاديها بعد فترة توقف طويلة، وبالتحديد منذ بدء ثورة 25 يناير، والتي أثمرت عن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقد توقفت شركات التوزيع والإنتاج المصرية عن عرض أفلامها الجديدة طيلة الأشهر الخمسة الماضية لأسباب عدة أهمها: عدم توفر الأمن في البلاد، واستمرار فترة حظر التجوال التي ما زالت قائمة، وإن كانت بصورة أفضل مما قبل. بداية عودة عرض الأفلام السينمائية في دور العرض المصرية الأربعاء الماضي كان مع فيلمين مصريين لهما علاقة بأحداث الثورة، وما شهدته مصر من متغيّرات، وقد تم تعديل سيناريو الفيلمين أكثر من مرة لتتلاءم أحداث قصتهما مع ما حصل في مصر من صورة وتغيّرات حتى إنه تم تصوير بعض المشاهد واللقطات الجديدة في ميدان التحرير بالقاهرة الذي شهد صناعة الثورة، وتم إدخالها على أحداث الفيلمين لكي تتماشى مع التطورات الجديدة على الساحة المصرية. «الفاجومي» الفيلم الأول هو «الفاجومي» والذي كان مقررًا له في السابق أن يُعرض يوم 26 مايو الماضي لكن تم تأجيل عرضه أسبوعًا ليُعرض الأربعاء ما قبل الماضي. والفيلم الثاني هو «صرخة نملة» والذي كان أيضًا مقررًا أن يكون عرضه يوم الثالث من يونيو الجاري لكن تم تقديم موعد العرض إلى اليوم الأربعاء ما قبل الماضي. تدور أحداث فيلم «الفاجومي» حول حياة الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم المعروف بلقب «الفاجومي»، ويتطرّق فيه مؤلف ومخرج الفيلم عصام الشماع إلى أهم المراحل التاريخية والثورية في مصر خلال العقود الخمسة الأخيرة، ونضال الشاعر نجم ضد الظلم والقهر السياسي والاجتماعي في ظل حكم ثلاثة رؤساء حكموا مصر وعاصرهم. يركّز الفيلم المأخوذ من مذكرات شخصية لأحمد فؤاد نجم (83 عامًا)، والذي يعد أحد أشهر شعراء العامية المصرية، وعلاقته برفيق دربه المطرب الراحل الشيخ إمام عيسى (1918- 1995)، ويقوم ببطولة الفيلم خالد الصاوي وصلاح عبدالله وجيهان فاضل والسورية كندة علوش. «صرخة نملة» بينما تدور أحداث فيلم «صرخة نملة» حول «جودة» المواطن المصري الذي اتفق مع مجموعة من أصدقائه الذين يعانون من نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة؛ ليقوموا بتنظيم مظاهرة حاشدة للمطالبة بحقوقهم المهدرة. ويقوم ببطولة الفيلم عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف وأحمد وفيق وحمدي أحمد ويوسف عيد ويوسف داود، وهو من تأليف طارق عبدالجليل، وإخراج سامح عبدالعزيز. ندوة ومطالبة من جانب آخر، شهدت القاهرة إقامة ندوة موسعة حضرها عدد كبير من السينمائيين المصريين، وكان موضوعها المطالبة بإنشاء شركة إنتاج وشركة توزيع جديدتين للتخلص من هيمنة شركتين على الإنتاج والتوزيع في مصر.