أعلن الثوار الليبيون، الذي يعانون نقصا في التنظيم، أنهم أسسوا هيئة قيادة موحدة بعد أربعة أشهر على بدء الثورة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وأكد فوزي بوقطيف أحد قادة الثوار «الآن تم وضع الجنود السابقين من الجيش الوطني واتحاد القوى الثورية تحت قيادة وزير الدفاع جلال الدغيلي. وهذا الاتحاد يشمل كل القوى الثورية المتواجدة على خطوط الجبهة». وعبر بوقطيف عن أمله في أن يساعد وضع المقاتلين تحت قيادة موحدة، الثوار في الاقتراب من طرابلس. ويشتكي المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار في بنغازي، ودبلوماسيو دول حلف شمال الأطلسي، الذي تولى قيادة العمليات بليبيا في 31 مارس، بانتظام من مشكلة اتصالات وخلافات استراتيجية بين قادة الثوار والمقاتلين على الجبهة. وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكير، أمس، أن مجموعة البينيلوكس «بلجيكا ولوكسمبورج وهولندا» تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وأكد أن «هذا موقف مشترك للبلدان الثلاثة»، وذلك فيما كان اللقاء مع وفد رفيع المستوى من المجلس برئاسة المسؤول الثاني فيه محمود جبريل، على وشك أن يبدأ. وقد استقبل سفراء 28 بلدا في الحلف الأطلسي مندوبي المجلس، للمرة الأولى في مقر الحلف ببروكسل. وسيلتقي الوفد رئيس الاتحاد الأوروبي أرمان فون رومبوي، اليوم. وبعد فرنسا، التي كانت البلد الأول الذي يعترف بالمجلس، اعترف أيضا عدد كبير من بلدان حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وفي طليعتهم ألمانيا وأمريكا وإيطاليا وبريطانيا، أما بولندا وتركيا فكانتا آخر من اعترف به حتى الآن، الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، الثوار الليبيين بارتكاب حرائق وأعمال نهب وتجاوزات بحق المدنيين، أثناء تقدمهم باتجاه طرابلس. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان إنها شهدت بعض هذه الأعمال، وقابلت بعض الشهود بشأن أعمال أخرى وتحدثت مع أحد قادة الثوار عن هذه التجاوزات التي حدثت في يونيو ويوليو - وبعضها الأسبوع الماضي، مع تقدم الثوار عبر جبل نفوسة جنوب العاصمة. «الثوار وأنصارهم اعتدوا على الممتلكات وأحرقوا بعض المنازل ونهبوا المستشفيات والمنازل والمتاجر، وضربوا أفرادا بزعم أنهم أيدوا القوات الحكومية، وذلك في أربع مدن سيطروا عليها في جبل نفوسة، يونيو الماضي». ومن شأن هذه الاتهامات أن تشوه صورة الثوار الليبيين الذين حرصوا على تقديم أنفسهم بوصفهم مدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا. كما يمكن أن تثير تساؤلات صعبة بالنسبة إلى دول حلف الأطلسي التي قدمت الدعم العسكري للثوار في إطار تفويض الأممالمتحدة لحماية المدنيين. وأقرت فرنسا أخيرا بإلقاء أسلحة للثوار في جبل نفوسة، ما أثار انتقادات من قبل روسيا. ونقلت المنظمة عن قائد في الثوار تأكيده أن بعض المقاتلين أو المناصرين ارتكبوا تجاوزات ولكنهم تعرضوا للعقوبة. وأضاف «لو لم نكن أعطينا التعليمات، لأحرق الناس هذه القرى التي تضم قبيلة مقربة من القذافي». وفي بروكسل، نفى الرجل الثاني في المجلس الانتقالي محمود جبريل هذه الاتهامات وقال: «الأمر ليس كذلك في المناطق المحررة» .