من يسبق الآخر البيضة أم الدجاجة؟... سؤال يمكن اختزاله بكل بساطة في الوضع الراهن للأندية السعودية التي تتسابق على إبرام الصفقات المحلية والأجنبية وتزف بشائر التعاقد مع عناصر تدعم صفوف فرقهم؛ بحثا عن حضور قوي في الموسم الرياضي الجديد قبل التوصل إلى أي اتفاق مع مدرب يقود المجموعة ويتلمس مواطن الخلل. ملايين الريالات تم تحويلها إلى مختلف العملات لاستقطاب اللاعبين من جميع الجهات لسد الثغرات وتعزيز الصفوف بالاحتياجات حسب اعتقاد قادة الدفة الإدارية وبناء على استشارات فنية قد يكون بعضها سليما والبعض الآخر لا علاقة له بالظروف المحيطة بالأندية لتبقى عملية الفصل النهائية بيد الرجل الغائب ليقول كلمته في رفض أو قبول أي عنصر تم التعاقد معه. الأهلي أغلق ملف محترفيه الأجانب بالكولمبي الصغير.. والهلال دعم صفوفه بتحقيق أحلام القادم من لانس الفرنسي عادل هرماش... والنصر يطوي صفحة رازفان وبيتري وفيجاروا عبر التلويح بورقة الأرجنتيني ميرسر.. والبقية على نفس النهج سائرون. بغض النظر إن كان المدرب الدجاجة أم البيضة وبغض النظر ما إذا كان مقتنعا بالعنصر الذي اختارته الإدارة لمواجهة المدرب به ووضعه أمام الأمر الواقع تبقى عملية نجاح الصفقة أو فشلها مقياسا لتسجيل بطولة الإدارة التي أنهت التعاقد.. ومخرج طوارئ لأي مدرب يبحث عن عذر يخفي خلفه إخفاقه. ولعل السيناريو السنوي المتكرر لاحتشاد الجماهير ووسائل الإعلام في المطار لاستقبال الضيف الجديد وملاحقة تحركاته في التدريبات قبل أن تدور الأيام ويعود عبر الطريق الذي سلكه من المطار وسط صمت مطبق يخيم داخل أجواء سيارة «الليموزين» المقلة للاعب المخفق الذي أدار ظهره لكل شيء عائدا إلى بلاده بحفنة من المال وتاركا للإدارة التي خدعت به مواجهة أنواع الانتقادات الجماهيرية والإعلامية أصبح مألوفا جدا حتى إن حاولت الإدارات امتصاص الغضب بإعلان تحمل المسؤولية.