سيعاني المنتخب السعودي الأول الأمرين.. وهو يمارس الإقصاء تجاه الأطراف.. وسيجد نفسه مكبلا من جهتي «الشمال والجنوب» بعد أن اقتصرت خياراته على منطقتين فقط.. كانت منطقة «العمق» إحداهما بكل تأكيد.. وبالتالي فإن إدارة شؤون المنتخبات مطالبة بتوضيح موقفها تجاه تهميش هاتين الجهتين.. إضافة إلى الجهة الشرقية التي تغيب عن المشهد للمرة الأولى وكأنها تكتفي بحضور مدير شؤون المنتخبات محمد المسحل والمهندس فهد الخشرمي.. على الرغم من احتلال أكبر أنديتها للمركز الثالث في دوري المحترفين وتأهله لدوري أبطال آسيا في الموسم المقبل.. لكن ما حققه الاتفاق لم يكن كافيا لكسب رضا اللجنة التي أشرفت على اختيار التشكيلة الخضراء عبر «الفيديو».. وربما أن الأشرطة التي تم إرسالها للخبراء لم يكن من بينها شريط يتعلق بفارس الدهناء ونجومه الأفذاذ.. وبالتالي فإن المبررات لن تخرج عن إطار «سقط سهوا».. أما جهتا «الشمال والجنوب» فإننا لن نفلح في إيجاد تفسيرات مقنعة لهذا الإقصاء الذي مارسته شؤون المنتخبات تجاه أنديتهما.. وحرمانها اللاعب الشمالي والجنوبي من تمثيل منتخب الوطن.. إلا باعتباره استسلاما صريحا للقناعات الساذجة التي يروجها طارق الحبيب هذه الأيام.. فعندما يغيب عن المنتخب الأول لاعبون بحجم وإمكانيات ثنائي الرائد «عبدالمجيد عبدالله الرويلي وموسى الشمري» ولاعب نجران «عبدالله راسان»، وعن المنتخب الأولمبي لاعب صاحب إمكانيات عالية مثل «مشعل غازي العنزي» نجم أولمبي الرائد، فإن التساؤلات ستبقى متناثرة هنا وهناك ولا يمكن أن يتم تبديدها إلا عندما نرى أبناء الشمال والجنوب يرتدون شعار المنتخبات الوطنية.. مثلهم مثل غيرهم.. فهم لا تنقصهم الإمكانيات ولا ينقصهم الفكر.. والغريب استمرارهم في دائرة الإقصاء حتى بعد انتقالهم لأندية الضوء.. رغم تفوقهم الواضح في هذه الأندية وبقائهم في دائرة اهتمامات الأندية الكبيرة نظير ما يقدمونه من مستويات مميزة ولافتة، ولكن لا أدري لماذا يأتي هذا التغييب..؟، فالحديث عن المناطقية ربما يكون له ما يبرره هذه الأيام خاصة بعدما فتحه «طارق الحبيب» على مصراعيه، وفي مدينتي «حفر الباطن» يأمل نجوم فريق «الباطن» أن تتاح لهم الفرصة يوما ما لارتداء شعار المنتخب.. فمن يلتفت لهم..؟!