تؤدي لجنة مساعدة السجناء المعسرين والمعوزين في جدة دورا حيويا في تحقيق مبدأ التكافل وتأمين الغطاء المعيشي الكريم لذوي هؤلاء السجناء، وذلك في إطار منظومة العمل الخيري الذي تضطلع به اللجنة بالتنسيق مع عدد من الجهات الخيرية. ويوضح مدير لجنة مساعدة السجناء المعسرين والمعوزين بجدة سعيد بادغيش أن اللجنة خيرية تقوم على تبرعات أهل الخير، وتعمل على توصيل تلك الأموال إلى مستحقيها، مستهدفة سجناء الحقوق المالية من ديات وديون وبعض فئات المجتمع المحتاجين مثل الأرامل والعجزة. ويشير بادغيش إلى أن العمل بالمكتب على طريق المدينة خلال الأيام من السبت إلى الاثنين لاستقبال شكاوى أسر السجناء والعمل على حلها، أما يوم الثلاثاء والأربعاء فيخصصهما لزيارة السجن ومقابلة أصحاب الديون البسيطة التي لا تتجاوز قيمة الدية وهي 100 ألف ريال، كما أن هناك حالات تمكث في السجن فترة طويلة جدا بسبب مبلغ مالي ضخم، وفي هذه الحالة تتدخل اللجنة لحل مشكلاتها. لا فرق بين النساء والرجال ويؤكد مدير لجنة مساعدة السجناء المعسرين والمعوزين أن اللجنة تضع أصحاب الأسر الكبيرة المحكومين في دين من أولوياتها «دائما عند زيارتنا للسجن نطلع على سجلات المحكومين، وذلك بالتعاون مع إدارة السجن التي تسهل علينا الكثير من الأمور، ونركز على من يعول أسرة كبيرة فهناك بعض السجناء يعولون أسرا مكونة من 13 شخصا أو أكثر، ويكون ذلك بسبب مبلغ مالي بسيط لا يتجاوز 20 ألف ريال مثلا، فنقوم على الفور بعد دراسة حالته جيدا بتسديد ما عليه من دين، وكم هي الفرحة عند هذه الأسرة بخروج عائلها من السجن، فمثل هذا المنظر يدعمنا في مد يد المساعدة لهؤلاء المساجين»، مضيفا أن النساء المحكومات في دين يعاملن مثل الرجال، فكل واحد نبحث في سجلاته وإذا وجدنا أنه يستحق المساعدة ساعدناه، ولا فرق لدينا بين الرجال والنساء والسعوديين وغير السعوديين. حيل وشتائم ويشير بادغيش إلى أنهم يتعرضون لمحاولات للاحتيال عليهم وأخذ أموال اللجنة بغير وجه حق، ويروي جانبا من ذلك «جاءني عامل من جنسية إفريقية يدعي أن صديقا له اقترض منه 100 ألف ريال ولم يسدده، بعد ذلك قام العامل بشكوى زميله وتم توقيفه، وأتانا لكي ندفع له ليطلق زميله، وعند النظر إلى إقامته وجدنا أن له سنتين فقط في السعودية وراتبه لا يتجاوز 1200 ريال، فكيف استطاع أن يجمع هذا المبلغ؟ وفي زمن بسيط، وعند مواجهته بذلك اعترف لي بأنه قام هو وزميله بعمل حيلة وتوقيع أوراق بينهما لكي يظفرا بالمبلغ، بعدها طلبت منه الذهاب فورا للتنازل لصديقه وعدم تكرار ما حدث». ويضيف «هناك حيل كثيرة يقوم بها بعض ضعاف النفوس، ولكن وبحمد الله لا تنطلي علينا وسرعان ما نقوم بكشفها، وتستغل النساء والأطفال ذلك ليكونوا طريق المرور، كما أننا نتعرض للشتم من قبل بعض الناس الذين لا تنطبق عليهم شروط اللجنة وتكون أوراقهم ناقصة، يصل إلى الاتهام باختلاس أموال اللجنة». ويستطرد بادغيش «اللجنة تقوم شهريا بمساعدة خمسة إلى ثمانية مساجين، والعمل على خروجهم من السجن، كما تساعد أيضا في دفع جزء من بعض المديونيات للسجناء» .