يقول رئيس نادي النصر الأمير فيصل في لقائه الأخير في برنامج كورة مع المذيع تركي العجمة إنه سبق أن خاطب الحارثي لتجديد عقده الاحترافي، وإنه كان على استعداد بالإيفاء بالمبلغ الذي يطلبه سعد بطريقته، ولكن لأنه رفض التفاوض مع الإدارة وطالبهم بمخاطبة وكيل أعماله لأنه يريد التركيز مع الفريق في المواجهات المقبلة، غير رأيه ويريد معاملته وفقا للقوانين الاحترافية التي تقيم اللاعب وفق عطائه وليس وفق محبته، وهذا التغير الذي طرأ في معاملة الرئيس للاعب لا يمت للاحترافية بصلة، وكان مبنيا على عواطفه، وهذا الفكر نفسه الذي يقود به النصر هو الفكر نفسه الذي يمارس يوميا في مختلف الأندية السعودية، فلا تظهر الاحترافية إلا عندما يختلف اللاعب مع النادي، أما قبل ذلك فيكون التعامل مبنيا على المحبة والعواطف والواسطة، أما اللوائح الاحترافية فهي تظهر وسيلة عقاب وليس منهج عمل يسير به النادي ليحفظ حقوقه. هذا التعامل الذي سيقيم الحارثي وفقا للعوامل الاحترافية ونظرة المدرب الجديد له، يعطي إشارة واضحة إلى أن التخطيط والهدف لا يزالان غائبين عن عمل إدارة النصر الحالية، فالقرارات الارتجالية التي على الرغم من كم الأخطاء والكوارث التي خلفتها لا يزال لها نصيب من العمل، فتسيير العمل في النادي بناء على مقياس الرضا والسخط يدل على أن النهج الأساسي للإدارة يقوم على المثل القائل إن لم تكن معي فأنت ضدي، وأنا ومن بعدي الطوفان، فهذا التقلب في المنهج العملي يعطي خطوطا عريضة لبوادر العمل المستقبلية، فكل المقاييس الاحترافية تختفي إذا رضيت الإدارة عن فلان وتظهر عندما تغضب عليه ويرفض الحديث معها أو مساعدتها. هذا الأسلوب الذي سيعامل به الرئيس الكابتن سعد، ربما يوضح سبب توتر العلاقة بين الإدارة وبعض أعضاء الشرف المبتعدين، فهو يفتقد للاحتواء ويقوم على النزعات العاطفية فقط، ومن خلال حديث الرئيس في البرنامج نفسه يبدو أنه غير نادم كثيرا على ما حصل، وربما يرغب في التغيير ولكن النفس الأمارة بالسوء لا تزال تخون رغبته.