حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس، من الاختلاط المحرم، ودعا إلى حفظ المحارم وحماية الشرف ورعاية القاصرات من كواسر البشر المجرمين. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام، أمس، إن شريعتنا الغراء قصدت تحقيق أعظم المصالح وأسنى المقاصد، وتزكية النفوس دون البوائق والمفاسد، فصاغت مجتمعا شريفا أنوفا للآثام والمحرمات وبذلك قادت أمتنا المباركة حفظ الأعراض بزمام، وبلغت من الذود عن المحارم الذروة والسنام، ومن تلك الخيرية الزكية أن جعل الديان، انتهاك الأعراض قرين الشرك وقتل النفس، فالمؤمن الغيور يؤثر الموت على أن يرد من الخنا أكداره، والفوت اختناقا على أن يتنسم أقذاره، بل إن خدش عرضه أبرق حمية وثار، وأرعد واستثار النخوة العربية التي ملأت عليه وجدانه ونفسه، وفكره وحسه. وأضاف السديس «إن في هذا العصر كان التفريط في العفة والحياء حتى أرخى كثير من الآباء والأزواج لمحارمهم الزمام، وفي كثير من المجتمعات هتكت المرأة الحياء، فكشفت عن مواطن الفتنة والإغراء، دون حرج أو إغضاء. وإن سارق الأعراض رأس الجانين وأكبر المجرمين، وما شرع الله الزواجر والحدود إلا لتطهير المجتمعات من كل غوي لدود، ولانزجار النفوس عن شؤم تلك الجريمة، الباتكة الأليمة، كانت العقوبة على سمع المؤمنين وبصرهم». وبين أن صوب هذه القضية التي انداح ضررها واستحر خطرها لزم كشف الشبهة والمرية، ودحض المغالطة والفرية، وصون المحارم من لدن الأباة، متسائلا «هل الدعوة إلى حماية الشرف على هدي خير السلف، معرة يهاجمها المأفونون دون بأس وخجل، يعزز أهواءهم أقلام مسمومة تروج لإبراز الوضيعات، وتأجيج الشهوات التي تدك معاقل النخوة والرجولة؟». وخاطب السديس الأخوات الشريفات، والحرائر المصونات بقوله «تمسكن بحجابكن، الله الله في حيائكن وعفافكن». وطالب بالقضاء على داء انتهاك الأعراض أو التحرش بالشريفات العفيفات «لزم الحث على الزواج والتيسير في المهور؛ لأن الإحصان هو الحل الإسلامي الرشيد، والمنهج الشرعي السديد، لقضية الغرائز والطباع التي تضرم في اندفاع، مع امتثال أمر الحق في رعاية الشباب والفتيات، وصونهن عما يوردهن المهالك، والفوادح الحوالك». وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، إلى تقوى الله فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي، أمس، أنه يقبح بالمسلم استمهان الراحة واستيطاء الدعة واستدامة الغفلة واستمرار اللهو وإطلاق العنان للمتعة والشهوة وتجاوز حدود الشرع في الترفيه والترويح وفراغ اليد وبطالة البدن ودوام الفراغ.