يتفق عدد واسع من متابعي النشاط الكروي السعودي خلال العقدين الأخيرين، على درجة «ذكاء» سامي الجابر بين مجايليه، ووسائله الخاصة بوضع نفسه في الموقع «المرموق» دائما. ولعله بتلك الخاصية، تجاوز أغلب زملائه، حتى في فريقه الأزرق، ممن تجاهلتهم الأيام و«الحظوظ»، حين تناسوا اللجوء إلى ما بداخل جماجمهم! بعد أن غادر الملاعب معتزلا بمهرجان مهيب أمام «شياطين مانشستر»، في يناير 2008، لم يفكر في الارتباط المباشر مع ناديه، في أي وضع من الأوضاع، ولعلها إحدى «تشغيلات المخ» لمآرب يفهمها وحده. الشيء الذي لا يمكن أن ينساه سامي، اختتام آخر موسم كروي له «2006-2007» بغير ما يهوى، خصوصا أنه كان آخر مواسم «المربع الذهبي»، قبل إطلاق دوري النقاط في إطار هيئة المحترفين. في تلك الأمسية، التي كان يشتهي منصتها، طار الاتحاد في ليلة المنتشري الشهيرة ب «رزق المربع الأخير»، وجلس الجابر على الدكة مهموما، في مشهد حفظته ذاكرة كاميرات مصوِّري الصحافة والإعلام يومذاك. ويبدو أنه على ضوء ذلك المشهد، غاب الكابتن سامي عن هلاله، حتى ظهر مديرا للفريق مع إدارة «شاعر شبيه الريح»، حين كان حصاد الألقاب محليا، ويغيب الأزرق آسيويا وعن كأس الأبطال «النخبوي» أيضا، لدرجة استفزت تصريحاته فضائيا أكثر من مرة. الآن صار سامي مدربا مع نهاية موسم يفتخر به شخصيا؛ إذ يحق له أن يثبت شيئا، من «تشغيلات مخه». لكن مباراة المدرب الأولى كانت أمام الاتحاد، نفس الفريق الذي ودّعه لاعبا ب«ألم»، فلم يكن أمامه سوى أن يرتدي البذلة الرياضية، ثم يستعين بصديق «أبوثنين»، قبل أن يحذف إجابتين، باختيار الظهور تلك الليلة برؤية «طاش ما طاش»؛ فيكرر مشهدا «متوترا» مشابها، نفذه محمد الخراشي في فرنسا، لدرجة الامتناع عن مشاهدة ضربة جزاء. الكاميرات وثقت سامي المدرب «كلاكيت أول مرة»، واليوم ننتظر الباحث عن «ثالث الأبطال» أمام الوحدة، ولا يزال التصوير مستمرا! للانتباه: نجوم محليون أدركوا حقيقة الفشل تدريبيا، فاحترموا أنفسهم ولم يتحمسّوا مثل «الكابتن»؛ لأنهم يعلمون أن «الفراغات غير المملوءة» بين ميدان اللعب وفكر التدريب، لن يدركوها كما ينبغي، ولن يكونوا يوما ما «جوارديولا»، رغم أنه من جيلهم!