التقيت إحدى الصديقات الجمعة الماضية في أحد المعارض الذي أقيم في أحد فنادق الخمسة نجوم على ضفاف البحر الأحمر، بعدها قررنا الجلوس في بهو الفندق لتناول بعض القهوة وتجاذب أطراف الحديث. وطلبت شوكولاتة ساخنة وطلبت هي عصيرا مشكلا، وانغمسنا في الحديث عن اللقاء والمعرض معا، وبعد أن ارتشفت صديقتي رشفتين من كوب العصير والرشفة الثالثة كانت من ابنها الذي لم يتجاوز التاسعة، شعرت صديقتي بوعكة في معدتها من جراء العصير وقررت تغييره. وبعد أن استدعينا النادل وطلبنا تغيير العصير المشكل المزعوم بأنه طازج، اعتذر النادل وقال إنه لا يوجد عصير طازج وكوب العصير قاربت على الانتهاء. ذهب النادل وهو يتمتم وجاء المشرف الذي كنت أتوقع أنه سيكون أكثر ذوقا من الأول، فإذا به يحادثنا بصوت عال وأن صديقتي شربت أكثر من نصف الكوب ثم تطالب بعصير غيره وذهب وهو يتمتم الآخر في حالة عدم رضا تام. تفاجأنا من المعاملة، وكيف أن صديقتي تأخر عليها الطلب في أحد المطاعم العادية في الخارج ما دفع إدارة المطعم إلى مطالبتها بعدم دفع الفاتورة نوعا من الاعتذار عن تأخر الطلب، وأذكر أنني دائما في جميع المطاعم بما فيها التي دون نجوم في الخارج، يأتي إليك النادل مرتين على الأقل بعد تقديم الطعام كي يتأكد من رضاك عن الأكل والخدمة. المهم أنه حينما جاءت ساعة الدفع وكانت الفاتورة تحوي كوب العصير رفضنا دفع قيمة الكوب، وبعد أن جاء النادل ومن بعده المشرف الذي لم يتسم بأبسط أنواع حسن المعاملة، طلبت منه محادثة مديره، وجاء الثالث الذي استمع إلى شكواي بإنصات واعتذر ببساطة متناهية وتسلم المبلغ بعدم استحياء، وأخذ هاتف صديقتي على أمل المتابعة واتخاذ اللازم. خرجت أنا وصديقتي متذمرتين على الوقت الذي أضعناه على كوب العصير، وعدم توقعنا لردة فعل المدير ومن قبله المشرف، فقالت لي سعيد أخو مبارك!!!! والحقيقة أن فاقد الشيء لا يعطيه، ولو أن هذا الموقف حدث في مطعم عادي في دولة متقدمة لكان محور الحديث عن نقطتين فقط: الأولى ما مشكلة العصير حتى لا تتكرر، والثانية كيف نعتذر للعميل حتى يرضى عنا.