- ممكن سؤال؟ - تفضل! - أيهم يحب الثاني أكثر؟ أنا أم أنت؟ - أكيد أنا.. يبي لها سؤال! - أثبتي! - مممم.. أنا في قلبي إنسان وأنت في قلبك أكوان! - مو إثبات! - طيب أنت أثبت؟ هل هذا حوار يتكرر؟ ويستحدث مع كل حالة حب طارئة في القلوب؟ فبعد أن يصل الحب منتهاه، يظن كل إنسان أن الحب في قلبه أكثر. هذا السؤال طرأ بيني وبين قلبي يوم أمس، وكنت أفكر.. كيف للمرء أن يثبت أن حبه أكثر من حب الطرف الآخر له؟ هل بكمية ما يقدم من تنازلات؟ أم بكمية ما يدفع للطرف الآخر من هبات؟ أم بقدر الهدايا والأعطيات؟ أم بقدر ما يغامر يقامر يخاطر في نفسه من أجل حبه وما يعشق؟ - لو- مثلا- قلت لك: إني أنا أحبك أكثر.. وقلت لك: عشان أثبت لك.. سأسافر إليك مشيا على أقدامي! كيف تثبتين أن حبك أكثر؟ - راح تلاقيني في منتصف الطريق.. وربما أسبقك وأكون أقرب لمكانك من مكاني! سؤال يحيرني من زمن طويل! كيف يثبت المرء للطرف الآخر أنه يحبه أكثر؟ المصيبة أن الحب في القلب وليس له مقياس أو مقدار- كما أسلفت قبل ذلك- ونحن دائما نحاول إثبات وجودنا ربما ظنا منا أن المسألة تقاس بالكميات بالأقدار بالأوزان، كحال أي حالة تقارن بحالة أخرى.. لكني أرى أن الحب ليس حالة وجودية! فأنا حبي لها.. كنور يشع طريقي.. وهي تحبني كماء يرويها! وأنا حبي لها كظل يحميني.. وهي حبها لي كغيمة تحييني! وأنا حبي لها كالدم في عروقي يسري.. هل تقيس الدم؟ وهي تحبني كهواء يتنفسه المرء.. فليس له وزن أو قيمة مادية! لذلك.. أرى أن الحب حالة وليس حجما.. فلو قلت إنني أحبك بحجم السماء بحجم الأرض بعدد النجوم بعدد حبات الرمل.. سأظل قاصرا عن الوصف! أذكر مرة.. وفي إحدى حالات جنوني في الحب، كتبت: «أحبك بكل علوم الرياضيات!». هناك كنت أحاول أن أستجدي العقل لأصل لمرحلة وصفية لحالتي.. فلم أستطع ولن أستطيع! مدونة محمد الصالح http://mhalsaleh.net