فتحت الخسارة الثقيلة التي مني بها فريق الهلال الأول لكرة القدم الباب على مصراعيه للاستفسارات حول وضع فريق الهلال في الوقت الراهن والأسباب التي أدت إلى سقوطه بهذه القوة على أرضه وبين جماهيره على الرغم من تنفيذ طلبه ونقل المواجهة من ملعب الملك فهد الدولي إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز. وتعدى تأثير الخسارة حدود الخريطة الزرقاء إلى الساحات الأجنبية الدولية حيث كان نصيب الأسد من الانتقادات موجها للأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق الذي طالته أصابع الاتهام بتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الخسارة في ظل التكتيك الذي انتهجه على الرغم من غياب معظم العناصر المؤثرة عن فريقه بقيادة المدافع الصلب أسامة هوساوي والمهاجم ياسر القحطاني، وهو الأمر الذي ساهم في ضعف الخط الخلفي أمام اكتمال الصفوف الاتحادية. وحملت الجماهير الهلالية كالديرون مسؤولية الخسارة لأنها ترى أنه لم يستفد من درس الخروج من دوري أبطال آسيا بعد أن سقط أمام الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد إلى جانب عدم تعامله مع المواجهة حسب المعطيات المتاحة وتقييد مفاتيح اللعب الاتحادية بقيادة لاعب وسط الفريق وقائده محمد نور. المحترفون الأجانب ولم يسلم المحترفون الأجانب من نار الانتقادات الهلالية التي وصفت أداء المحترف الروماني ميريل رادوي بالمتراجع حيث أكدت أنه لم يقدم مستواه المعروف وعزت ذلك التراجع إلى ضمانه الانتقال من صفوف الفريق والرحيل إلى العين الإماراتي وبالتالي ضمان حقه بالكامل فيما يرى فريق آخر إلى أن السويدي ويلهامسون شارك في المواجهة وتفكيره مشغول بمولودته التي قدمت قبل أيام دون أن يتمكن من رؤيتها بعد إلحاح إدارة النادي عليه بالعودة من أجل الالتحاق بالفريق وبين الهلاليون أن دور ويلهامسون لم يتعد تأدية الواجب. فيما برر الكثيرون حصول اللاعب السويدي ويلهامسون على البطاقة الحمراء برغبته في الغياب عن لقاء الرد أمام الاتحاد الأحد المقبل نظرا إلى اشتياقه لرؤية مولودته البكر إلى جانب تحسسه من مسألة الحسم من الراتب والعقوبة التي تعرض لها عقب تأخره في العودة إلى فريقه والمشاركة في التدريبات. ونال المصري أحمد علي ما ناله من الانتقادات حيث تصف جماهير نادي الهلال تجربته بغير الموفقة بعد أن اعتادت على نجاحات البرازيلي تياجو نيفيز الذي ساهم مع المجموعة الموجودة حاليا في فرض حضور جيد للهلال. العقوبة وقضية عزيز وألقت قضية غياب خالد عزيز بظلالها على البيت الهلالي حيث ينتظر أن ينفجر الغضب في وجهه بعد غيابه لأكثر من أسبوع دون عذر، وهو الأمر الذي تذمر منه نائب رئيس النادي الأمير نواف بن سعد ووصفه بالخذلان: «للأسف أن هناك لاعبين خذلوا الهلال في واحدة من أهم المراحل». وبين الأمير نواف بن سعد أنهم سيطبقون لائحة العقوبة في حق خالد عزيز الذين كرر غيابه دون أي عذر، مشيرا إلى أنهم يعرفون مكان وجوده ويدركون تماما أنه ليس لديه أي مشكلة. وطالت دائرة العقوبات السويدي ويلهامسون الذي أكد الأمير نواف بن سعد أنهم سيطبقون في حقه اللائحة الداخلية للنادي بعد طرده بالبطاقة الحمراء التي كلفت الفريق خسارة عنصرا أيا كان في أمس الحاجة إلى خدماته. هوساوي وربكة الدفاع ووضح على الخط الخلفي لفريق الهلال تأثره بغياب مدافعه الصلب أسامة هوساوي نتيجة الإصابة حيث بدا اللاعبون على درجة عالية من عدم التفاهم ما أثمر عن ولوج هدف مبكر أربك جميع الصفوف وبعثر أوراق الأرجنتيني كالديرون الذي سعى جاهدا لإدراك ما يمكن إدراكه وحاول تنشيط صفوف فريقه إلا أن محاولاته اصطدمت بفريق صعب المراس جاء واضعا في حساباته العودة إلى جدة حاسما لنصف المشوار نحو بطاقة التأهل إلى المواجهة النهائية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. وفوق ذلك ساهمت رهبة المواجهة أمام الاتحاد في ارتكاب الكثير من الأخطاء في ظل الجموح الكبير للاعبي الفريق الضيف وتحديهم لعاملي الأرض والجمهور. أخطاء فردية ارتكب لاعبو الهلال العديد من الأخطاء على امتداد المستطيل الأخضر إلا أن الخطأ الذي كان أكثر تأثيرا وكلف الفريق فقدان الأمل في إدراك التعادل خطأ عبداللطيف الغنام الذي قدم هدية على طبق من ذهب للبرتغالي باولو جورج لهز الشباك الزرقاء بهدف ثالث قضى على كل الآمال، وفي المقابل كان الخطأ المشترك بين لاعبي الوسط والدفاع سببا واضحا في اهتزاز شباك أفضل لاعب في الموسم – حسب القناة الرياضية السعودية – الحارس حسن العتيبي. ردود فعل غاضبة رفض رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الإدلاء بأي تصريحات إعلامية وقد بدا طوال المباراة غاضبا من الخسارة الثقيلة التي مني بها فريقه حيث ارتسمت ملامح الغضب على وجهه واتضحت بصورة لا غبار عليها عند رفضه الإدلاء بأي تصريح إعلامي بطريقة كشفت عدم رضاه عن مستوى فريقه أو النتيجة التي آلت إليها المباراة. الداهية يكسب التحدي كسب البلجيكي ديمتري مدرب فريق الاتحاد الأول لكرة القدم الملقب ب.. «الداهية» التحدي أمام الهلال للمرة الثانية على التوالي خلال فترة وجيزة للغاية حيث لم يدر بالا لمعرفة الأرجنتيني كالديرون المسبقة بلاعبي الاتحاد بعد أن أشرف على تدريباتهم في مواسم سابقة وطبق التكتيك الذي يرغبه من أجل كسب الموقعة ما يعني أنه لا يزال يحتفظ بدهائه الكروي الذي عرف عنه. ولم يكتفِ ديمتري بالمناورة داخل الملعب حيث ناور خارجه وذلك بعد أن طلب من الثنائي محمد الراشد ونايف هزازي القيام بحركات الإحماء مباشرة عقب دخول السويدي ويلهامسون وكأنه يريد تقييد التحركات الهلالية واستغلال المساحات الخلفية الخالية نتيجة الاندفاع نحو مرمى الاتحاد. قوة الاتحاد العاشرة رفض قائد الاتحاد محمد نور إلا أن يكون لاعبا مؤثرا وحاضرا في موقعة القمة أمام الهلال وهي الموقعة التي يتمناها دائما ويستمتع كثيرا بخوضها حيث قدم أداء قويا ووجد في جميع أرجاء الملعب مقدما واحدا من أقوى دروس التحدي الذي يتضح في قتاليته العالية على الكرة ومهارته التي أسقطت ماجد المرشدي أرضا وصلابته التي اخترقت تكاتف الثنائي الأجنبي السويدي ويلهامسون والكوري الجنوبي لي يونج بيو إلى جانب إدارته لمسرح العمليات في وسط الميدان بكل قوة واقتدار. الإياب بين التفاؤل واليأس أصبحت مواجهة الإياب بين فريقي الاتحاد والهلال المقررة بعد غد بمثابة معادلة واضحة المعالم بين التفاؤل واليأس حيث غلف اليأس التصريحات الهلالية التي ذهبت إلى أن المهمة أصبحت صعبة للغاية في اجتياز الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في ظل اكتمال صفوف ونقص صفوف الهلال فيما اعتلت لهجة التفاؤل التصريحات الاتحادية التي أكدت عدم تراخيها وأنها حضرت إلى الرياض من أجل حسم الموقعة لصالحها وتسهيل الأمور في الإياب، وهو الأمر الذي أكده قائد الفريق محمد نور عندما أشار إلى أنهم قدموا إلى الرياض وهم يضعون في حسابهم خوض لقاء واحد فقط على الكأس وبين أن هدفهم انتزاع لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. انتهاء عهد الهلال بكالديرون ترجح المؤشرات انتهاء ارتباط الهلال بالأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق في ظل البحث عن اسم عالمي يقود الفريق خلفا له عقب الاستنجاد به كمدرب طارئ لفترة محددة وعلى الرغم من نجاحه في قيادة الهلال إلى منصة التتويج في بطولتين متتاليتين خلال عشرة أيام بعد أن انتزع لقب دوري زين السعودي للمحترفين وأعقبه بلقب مسابقة كأس ولي العهد