قلت بالأمس إن الفريق الاتحادي استطاع في حقبة زمنية مضى عليها قرابة ال15 عاما، أن يخلق صخبا إعلاميا من خلال مشاكل لاعبيه والطريقة التي اشتهر بها مدافعوه على وجه الخصوص، ولم يكن فريقا مخيفا ولا ممتعا من الناحية الفنية وهو الأمر الذي جعل الجماهير الاتحادية تفكر بطريقة جديدة للحصول على الأضواء وهي الأهازيج والرقص في المدرجات، لتنقل ثقافة التشجيع لمرحلة جديدة تماما، حيث بدأت الجماهير تتهافت على ملعب جدة ليس من أجل مشاهدة مباراة ماتعة لفريقهم، بل لحضور حفلة فنية طربية وهو الأمر الذي انعكس حتى على روح اللاعبين داخل الملعب، وتذكرون كيف كان يفعل أحمد بهجا وأحمد خريش وحمزة إدريس وغيرهم بعد تسجيل الأهداف.. هذا كله كان في عهد مضى.. وفي أواخر القرن الميلادي الماضي استطاع الاتحاد أن يستفيد من حالة الصخب التي كانت تلازمه في الكثير من المباريات.. وهو الأمر الذي أدى إلى نشوء الإعلام الاتحادي الذي كان في بدايته إعلاما للجماهير الاتحادية فقط في دلالة واضحة على أن تأثير المشهد الجماهيري الرائع وصل مداه لآفاق واسعة جدا، قبل أن يستطيع الإعلام الاتحادي التفوق في النزاع الاتحادي الأهلاوي.. ويتمكن من تحديد هويته كإعلام يساند ناديه وليس جمهوره، بعد ذلك استغل هذا الإعلام حادثة معينة في النهائي الذي جمعه بالهلال في ختام دوري 2001، للتأثير على قناعات مجتمع رياضي بأكمله، منها دخل الاتحاد بإعلامه وجماهيره مرحلة جديدة مختلفة تماما عن الصورة السابقة خاصة مع بروز اسم «منصور البلوي» الذي رسم الملامح الحقيقية للاتحاد الجديد، وتمكن من رفع سقف الأحلام والطموحات الاتحادية إلى أعلى مدى، واستطاع الفريق أن يقدم على أرض الميدان مستوى فنيا مقنعا في أغلب المناسبات الأمر الذي مكنه من استمالة ذائقة الجماهير بكافة شرائحها، وبالتالي يمكن القول إن الاتحاد فريق جديد في عمره التنافسي في المنافسات المحلية مقارنة بالأندية الأخرى، ومن الطبيعي جدا أن يندفع بكل هذا الحماس والقوة في سبيل إثبات ذاته ومحاولة الخروج من عنق زجاجة التاريخ.. ولأجل هذا تجدونه يظهر أمام الهلال بهذا الشكل..!