أنطونيو بانديراس - إيلينا أنايا - بلانكا سواريز تمثيل:سيناريو وإخراج: بيدرو آلمودوفار النوع: دراما اجتماعية – تشويق الرياض. شمس احتفلت الدورة ال 64 من مهرجان كان السينمائي هذا العام بعودة أحد كبار المخرجين وأشهرهم على مستوى العالم، وهو الإسباني «بيدرو آلمودوفار» الحاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي مرتين عن فيلميه «تكلم معها» و«كل شيء عن أمي»، قبل أن يطلق فيلمه الجديد «الجلد الذي أعيش فيه» في «كان» هذا العام. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية الطبيب «روبرت ليجارد» الجراح البارع في مدريد والمختص في عمليات التجميل، وهو شخصية محترمة لها وزن علمي ومكانة رفيعة في الأوساط الطبية اكتسبها من المحاضرات والأبحاث العلمية المهمة عن منجزات الطب في مجال الجراحة التجميلية. لكن هذا الطبيب الشاب والوسيم ينجرف خلف شغفه العلمي إلى حد تطبيق أفكاره وتجاربه عن تقوية جلد الإنسان باستخدام مواد وراثية حيوانية، والعنصر البشري في التجربة هنا هي زوجته «فيرا» المصابة بمرض جلدي خطير، فيسعى لإيجاد صيغة تركيبية لصنع جلد اصطناعي مقاوم للحروق وطارد للحشرات وأقوى من الجلد البشري الطبيعي، وبعد أن ينجح «ليجارد» في تحقيق ذلك، يبدأ في محاولة إنقاذ حياة زوجته. حيث يقرر أن يزرع لها الجلد الذي أوجده عوضا عن جلدها المصاب. وهكذا تمضي القصة بتسارع وتفاعل للأحداث يتخللها الكثير من مشاهد التذكر «الفلاش باك» الطويلة نسبيا لكشف الحالة الاجتماعية لهذا الطبيب. وحتى حين يقترب الفيلم من حافة الرعب والهلع في بعض مشاهد الإثارة والتشويق، فإنه لا يفقد طابعه الدرامي الاجتماعي وبصمة آلمودوفار الدائمة. الفيلم مقتبس من رواية نشرها الأديب الفرنسي «تيري جونكيت» عام 2003 بعنوان «تارا نتولا» لكن آلمودوفار استلهم منها الفكرة حول أجواء جراحة التجميل، ليصوغ قصته الخاصة ببصمته المتميزة التي باتت معروفة، من استخدام الديكور وتنسيقه، إلى الأجواء المشحونة التي تعكسها اللقطات القريبة والمترعة بالألوان وخصوصا الأحمر، وبمرافقة من موسيقى انفعالية صاخبة تسهم بشكل كبير في إيجاد أجواء الرهبة والإثارة في نفس المشاهد، وكل ذلك بالتحميل على أداء الممثل المبدع «أنطونيو بانديراس» الذي أدى دور الطبيب، والنجمة «إيلينا أنايا» في دور الزوجة، مع العلم أن آلمودوفار هو من قدم بانديراس وأنايا لعالم السينما عبر أدائهما الأول في أفلامه. وقد لقي الفيلم استقبالا جيدا واحتفاء من النقاد في مهرجان «كان» الذين اعتبروه الفيلم الرئيس المنافس على سعفة «كان» لهذا العام لولا وجود فيلم «شجرة الحياة» ل «تيرانس ماليك» الذي حصد السعفة في النهاية.