تختتم في ساعة متأخرة من مساء اليوم في مدينة كان جنوبفرنسا أعمال الدورة ال64 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي حيث يتنافس عدد كبير من صناع السينما الكبار على جائزة السعفة الذهبية. ويبدو أن رئيس لجنة التحكيم النجم الأمريكي روبرت دي نيرو وأعضاء لجنة التحكيم سيجدون صعوبة في توزيع الجوائز حيث يتصدر الترشيحات مجموعة من الأعمال السينمائية الكبيرة بأطروحاتها الثرية وحرفياتها السينمائية والمضامين التي تؤكد عليها. وفي مقدمة الترشيحات وبشكل متواز يأتي الفيلم الأمريكي «شجرة الحياة» للمخرج ترانس ماليلك وبطولة براد بيت وشون بن، حيث يناقش الفيلم موضوع الفقدان والعلاقة بين الأبناء والآباء. ويقترب منه ولربما يكاد يكون في ذات الموقع الفيلم الفنلندي «لوهافر» للمخرج اكي كيروسماكي الذي يتناول مبادرة مساح أحذية فرنسي معدم يساعد طفلا إفريقيا دون أوراق إقامة للسفر من ميناء «لوهافر» الفرنسي إلى بريطانيا. بينما نال المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الإعجاب في مهرجان «كان» بفيلمه الأخير «الجلد الذي أعيش فيه» The Skin I Live In، الذي أدى بطولته الممثل أنطونيو بانديراس، وإيلينا آنايا، وماريزا باريديس. الفيلم الذي شد انتباه النقاد وصناع السينما، جمع فيه ألمودوفار بذكاء أجواء أفلام الرعب والإثارة من خلال قصة مستوحاة من عوالم جراحة التجميل. ويتحول أنطونيو بانديراس أمام كاميرا ألمودوفار، إلى طبيب نابغة في جراحة التجميل، وهو وسيم، مثقف وثري، لا يتوقف عن البحث والاكتشافات، إلى حد الادعاء أنه قادر على تحسين نوعية جلد الإنسان باستخدام جزيئات وراثية مستخلصة من الحيوانات، وتوقعه تجاربه في متاهات تعقد مسار حياته ومسار الفيلم. جدير بالذكر أن الفيلم مقتبس من رواية للأديب الفرنسي تيري جونكيت، نشرت عام 2003، وهو من الأفلام المرشحة للفوز بالسعفة الذهبية. وفي إطار جائزة أفضل مخرج هناك أكثر من واحد من بينهم التركي نوري بليج جيلان عن فيلمه «حدث ذات يوم في أناضوليا» والمخرج الياباني تاكيشي ميكي عن فيلم «هيرا كارى موت ساموراي». ومن أبرز المرشحين لجائزة أفضل ممثل الفرنسي ميشال بيكولي عن فيلم «أصبح لدينا بابا» ومواطنه اندريه ويليامز عن فيلم «لو هافر» والأمريكي شون بن عن فيلم «هذا هو المكان بالتأكيد». ولربما تفوز بجائزة أفضل تمثيل نسائي وللمرة الأولى في تاريخ مهرجان كان الممثلة الفرنسية المغربية الأصل ليلى بختي عن فيلم «نبع النساء» وهي تواجه البريطانية تيلدا سوينتون عن فيلم «لا بد أن نتحدث عن كيفن». يذكر أن السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي يتنافس عليها 20 فيلما ليس بينها فيلم عربي ويترأس لجنة التحكيم النجم الأمريكي روبرت دي نيرو