أنا فتاة جامعية فاتني قطار الزواج، ولم يحالفني الحظ في وظيفة، وأنا الآن أعيش مع والدتي، وهي في أواخر السبعينات من عمرها، وجميع إخوتي وأخواتي تزوجوا ولم يبق إلا أنا، أصابني كآبة وحزن شديد. وتعالجت عدة مرات عند أطباء نفسيين، فأشفى لعدة أشهر، ثم أعود إلى حالة الحزن والكسل. لا أستطيع القيام بالأعمال المنزلية. إلا بشق الأنفس، ومقصرة في العبادات والفرائض، ولا أحب الخروج من المنزل، وأتضايق من الناس الذين يأتون لزيارة والدتي من الأقارب أو الجيران بسبب إهمالي بنظافة البيت. أحاول الآن أن أنقذ نفسي من الانهيار. أختي الكريمة.. لا داعي لليأس وأبشري بالفرج، ولا بد من الأمل وحسن الظن بالله. واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فارضي بقضاء الله وقدره، وإذا أردت السعادة فتمسكي بدينك فإن الله سبحانه قد وعد أولياءه بالحياة الطيبة بما يذيقهم من حلاوة الإيمان، وشرح الصدر، وقرة العين والسكينة القلبية، والسعادة النفسية، بخلاف من أعرض عن ربه فله الحياة الضيقة، ونكد العيشة والأحزان. ولو كان غنيا أو متزوجا أو صحيحا، فعليك بالله، اعتصمي به، وتوكلي عليه وانطرحي بين يديه، ولقد ساء ني كثيرا قولك بأنك مقصرة في العبادات والفرائض، وهذا التقصير طاعة للشيطان حيث يفرح بذلك. ويغضب الرحمن عليك، وأنا واثق كل الثقة، وجازم بذلك بيقين بأنك إذا عدت إلى الله بالاستقامة على أمره، والبر بوالدتك، وكثرة الذكر، والاستغفار، وقراءة القرآن، والإحسان إلى الناس؛ واثق أن الفرج قريب، ولسوف تذوقين حلاوة الإيمان، ولسوف تجدين للحياة معنا آخر. قال تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، والله معك، وأبشري، وأملي، وإياك واليأس. المجيب عبدالله بن فهد السلوم مستشار نفسي