كثيرة هي الحكايات والقصص التي تختبئ خلف كواليس السيرك والخيمة الكبيرة التي تحوي كثيرا من الأحداث، فالسيرك تصغير اجتماعي لواقع بحد ذاته بكل تبايناته وضوابطه الخاصة، ومن هذه اللبنة الحكائية ينطلق فيلم «مياه للفيلة» لينسج قصته الخاصة محملا عليها المقولات التاريخية عن هذا السيرك وعوالمه، وقصص الحب والحياة في ذلك العالم، وإن كان الفيلم ينتهي بنهاية سعيدة لم تعتدها وقائع ذلك العالم. حب في خيمة سيرك تدور أحداث القصة في فترة الكساد العظيم في العام 1930، فعبر مشاهد الفلاش باك يستعيد «جاكوب» الرجل العجوز ذكرياته وهو يسرد قصته مع عالم السيرك التي بدأت عندما كان شابا صغيرا في ال32 من العمر يدرس الطب البيطري في جامعة كورنيل، ولكن انعطافة في المسار ستغير حياته رأسا على عقب، فبعد أن يتوفى والداه بحادث سير مفاجئ سيجد «جاكوب» نفسه يرث ديون تقهر الحال وقد أصبح وحيدا لا مكان ليذهب إليه ولا مال ليكمل به حياته، ما يدفعه للهرب بحثا عن مكان يجد فيه السعادة، وحينها سيستقل قطارا ليرحل عن مدينته، وسيكتشف بعدها أن هذا القطار يعود لسيرك جوال، ومن هنا ستتسارع الأحداث حين يتعرف على «مارلينا» الممثلة الحسناء التي تعمل في السيرك، والمتزوجة من صاحب السيرك ومدير الحلبة «أوجست» وهو شخص مخادع سادي يعاملها بوحشية، الذي يوافق على مضض على إبقاء «جاكوب» للعناية بالحيوانات، ومن هنا ستولد شرارة الحب بين «جاكوب ومارلينا» وستظهر الشخصية الرئيسية والمحركة في قصة الحب وهو «الفيل» الذي يربط بين العاشقين ويقرب بينهما بطريقته الخاصة، ولكن للقصة جانب آخر وهو زوج مارلينا، إذ يتعين على جاكوب حتى يفوز بفتاة أحلامه أن يواجه غريمه الزوج وصاحب السيرك، وبعد محاولة الهرب وافتضاح مكانهما ستشتعل الحرب وتتسارع الأحداث لتنتهي وقد استطاع جاكوب أن ينقذ مارلينا من براثنه واستغلاله، ليعيشا الحياة التي أراداها بحب وهناء. من عباءة الكلمة إلى عوالم الصورة الفيلم مأخوذ عن أصل أدبي روائي يحمل العنوان ذاته للكاتبة «سارا جروين» حيث لقيت هذه الرواية التي نشرت في العام 2006 نجاحا كبيرا، وتصدرت قائمة أفضل الكتب مبيعا التي تصدرها مجلة «نيويورك التايمز»، وظلت الرواية تحتل صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعا لفترة طويلة. وقد تلقفها الكاتب المخضرم «ريشارد لي جرافنس» الذي قدم سابقا نصوص أفلام ك«المرآة لها وجهان، الملك فيشر» و«ب س أنا أحبك» .