كنت أتحاور مع زميل قروي من الجماعة عن المشاريع الناجحة، وأنني كلما دخلت في مشروع تجاري خسرت، وسألته عن أسرع مشروع مربح فاعتدل القروي في جلسته وقال: تفتح مصنع. قلت: وأنت عارف البير وغطاه.. أنا ما عندي راس مال. قال القروي: انت عندك راس، والراس يجيب المال، ومشروعي هذا ما يبي راس مال كبير. - قلت: إذن وش المصنع؟ - قال: مصنع مطبات. - كتمت ضحكتي وقلت: وش تقصد؟ - قال واثقا: أدري أن ودك تضحك بس اسمعني، الحين لو تدخل أي شارع تلقاه مليان مطبات صناعية.. صح؟ أجبت: صح. قال: خلاص تفتح مصنع لصناعة هذه المطبات الصناعية، وستدخل ذهبا، وكل مطب يباع بحجمه. قلت: يكفي من المطبات التي أكلتها مع ها المشاريع أريدك أن تبحث لي عن مشروع ثاني. قال: أجل افتح مصنع لصناعة النجوم. قلت بعفوية: تقصد صناعة النجوم التي توضع على كتوف الضباط؟ قال ساخرا: لا وأنت الصادق نجوم الفن، تخيل أنك صنعت نجما بمواصفات معينة، نجم تحط اللون أبيض، بشرته مخملية، وعينه عسلية، الطول ميه وسبعين، والعرض أربعين، رقصه غربي، وأصله عربي، شعره شعر كوري، ولونه لون سوري، بالله عليك وش بتكسب من ها النجم؟ قاطعته بحماس معجبا بالفكرة وقلت: طيب ما هي المواد الخام - قصدي المقادير- لصناعة مثل هذا النجم؟ قال: مواد بسيطة جدا، وهي عبارة عن قناة فضائية، وبيت فاضي، وشباب فاضي، وجمهور فاضي، وكم جينز، وبعض المواد التجميلية. سألته عن كيفية عمل النجم، قال: تشغل القناة الفضائية على درجة حرارة 25 درجة مئوية، وتفتح البيت الفاضي وتضع كل الشباب الفاضي فيه و«تحركهم» بشكل خفيف مع إضافة المواد التجميلية، ويستمر «التحريك» ومن يحترق أخرجه برا القدر حتى يبقى النجم الحقيقي، وتضعه على طبق وتزينه بمواد مزينة وتقدمه لجمهورك الفاضي بالهناء والعافية.