يبدو أن الأوضاع المتأزمة التي تعيشها بعض من الدول العربية شهدت في ميادينها صناعة أغان حماسية ووطنية جعلت بعض الشباب يغيرون موجة الاهتمام بالأغاني العاطفية إلى الأغاني الحماسية التي صنعت وبثت في ميادين الاعتصامات العربية، واتضح ذلك التأثير جليا من خلال المشهد اللافت في شوارع وساحات متفرقة من الوطن العربي؛ حيث أصبح من المألوف أن تجد شابا يقود سيارته بالقرب من شاطئ أو في الساحات المكتظة بالمتنزهين ويستمع لأغان وطنية وحماسية. «شمس» استطلعت آراء عدد من المهتمين بهذه الموجة الحديثة، حيث ذكر محمد من جنسية يمنية – أنه حالما سمع أغنية «ارحل فشعب اليوم هذه كلمته.. أرض اليمن ما عاد لك فيها سكن.. ارحل وخل الشعب يبني دولته» في قناة الجزيرة قام بتنزيلها وتنزيل مقاطع أخرى في سي دي والاستماع إليها بنشوة في سيارته. ويضيف «أشعر بحالة من الحماس وروح وطنية وكذلك حينما أرفع صوت المسجل أود أن يشاركني الآخرون حالة الانتشاء ودائما ما أجد كذلك من اليمنيين». في حين ذكر مطر عبدالعزيز أنه ممن يحرصون على الاستماع إلى الأغاني التي تحمل كلمات الزعيم الليبي معمر القذافي كزنقة زنقة وإلى الأمام، معتبرا الاستماع إليها بغية التنفيس فقط، مبينا أن توقف الفنانين عن تنزيل ألبوماتهم وأغان جديدة بسبب الأحداث العربية فسح المجال لآخرين إن يستغلوا ذلك لتنزيل أعمال ومقاطع على علاقة بالأحداث كون سوقها تجد رواجا كبيرا في الفترة الراهنة. وأشار بان الأغاني الحماسية أعطت متعة للانتعاشة الشبابية التي يعيشونها في نزهاتهم مما يجعلهم لا شعوريا يتراقصون معها. اللافت أن عددا كبيرا من الأستديوهات الغنائية أخذت تصنع وتنتج أغاني سياسية وبحسب حديث أكثر من صاحب محل أفادوا بأن هذه الأغاني تشهد إقبالا كبيرا ولاسيما من الجنسيات العربية وبالتحديد اليمن، وعلق البطاحي صاحب أحد المحال بأنهم جنوا أرباحا من وراء إنتاج الأغاني الحماسية. الأمر لا يقتصر على ذلك، ففي الأمثال يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، وعدد من الشعراء والفنانين الجدد رفضوا ألا يتركوا مناسبة الحراك السياسي تمر دون أن يضعوا حجر الأساس لمواهبهم الشعرية والغنائية ويستغلوا الوسائل الإعلامية الحديثة كاليوتيوب والفيس بوك للانتشار وصناعة أسماء جديدة على المستوى الغنائي، ولعل من الأسماء التي ذاع صيتها الشاب عادل عبدالله الذي استثمر المشهد السياسي بتنزيل أغنية «زنقة زنقة» والتي تقول مطلعها «لي حبيبه كنها الصيد اللعوب.. عينها عين الظبي والعنق عنقه.. أتتبع دربها في كل صوب.. بيت بيت ودار دار وزنقه زنقه» ولاقت الأغنية رواجا كبيرا حيث تجاوزت أعداد زيارة المقاطع الخاصة بهذه الأغنية المليون. من جهته اعتبر الشاعر الغنائي وسيم باسعد أن القصائد والأغاني التي تتعلق بالأحداث المكهربة التي تمر بها بعض الدول العربية ما هي إلا حالات معينة لا تختلف عن الأغاني الوطنية وأغاني المناسبات، مبينا أنها أغان حدثية ولفترة مؤقتة مثلها مثل أغاني المناسبات المؤقتة، ويضيف «إن الشعراء والفنانين الذين ركبوا موجة التغيير وطرحوا أعمالا شعرية أو فنية تتعلق بهذه المناسبة تأثروا بالأحداث وعبروا عما في خواطرهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة». وأشار إلى أن الجمهور يميل لأغاني زنقة زنقة وارحل وغيرهما من الأغاني الوقتية التي تحاكي حدثا معينا لأن هناك فئة من الفنانين تطبق قاعدة خالف تعرف. يذكر أن نجوم الأغنية الخليجية والعربية لم يطرحوا ألبوماتهم حتى الآن وقد تكون الأسباب متفاوتة من فنان إلى آخر، حيث مازال البعض منهم يحضر لجديده مثل الفنانين عبدالمجيد عبدالله ورابح صقر، وهناك من فضل تأخير ألبومه قليلا مثل الفنان راشد الماجد، أما فنان العرب فالأزمة الصحية حالت دون الخوض في تسجيل جديده ومن المحتمل أن يمتد التأجيل إلى العام المقبل .