أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي أصيب بجروح طفيفة في هجوم على القصر الرئاسي أمس، الهجوم نفذه خصومه القبليون، الذين وصفهم بأنهم «عصابة خارجة عن القانون». وفي كلمة قصيرة صوتية بثها التلفزيون اليمني، ألقى صالح باللوم على قبائل حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر التي تخوض معارك مع موالين للرئيس اليمني، وقال «الهجوم أدى إلى إصابة عدد من المسؤولين واستشهاد سبعة أفراد ضباط وصف، سنتابع هؤلاء الجناة آجلا أم عاجلا بالتعاون مع كافة أجهزة الأمن». وتضاربت أنباء تحدثت عن إصابة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بجروح طفيفة في قصف تعرض له القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، أمس. فقد قال نائب وزير الإعلام اليمني لهيئة الإذاعة البريطانية إن الرئيس صالح «بصحة جيدة وسيلقي كلمة بعد قليل». لكن التليفزيون الحكومي نفى اعتزام صالح إلقاء كلمة، وقال إنه «بخير وعافية»، ما أثار بلبلة حول إصابته. وكانت الأنباء تحدثت أيضا عن إصابة عدد من كبار المسؤولين الموالين لصالح بينهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان، الذي قيل إن إصابته بليغة. كما قتل أربعة من أفراد الحرس الجمهوري في القصف الذي استهدف المسجد الملحق بالقصر. وأكد مسؤول أمني لفرانس برس أن الرئيس صالح أصيب في القصف. وفي تعز جنوب صنعاء أطلقت القوات الحكومية النار بكثافة على عشرات الآلاف من المتظاهرين فيها، بعد أن تجمعوا في ساحة بديلة قريبة من ساحة الحرية، التي اقتحمتها هذه القوات وأحرقت خيامها بالكامل، الثلاثاء الماضي. وتبادل مسلحون من القبائل، التي تعهدت بحماية المتظاهرين، الاشتباكات مع القوات الحكومية، وقال شهود عيان إن المسلحين تمكنوا من تدمير ثلاث آليات عسكرية. وجاءت هذه التطورات في وقت توافدت فيه حشود كبيرة من اليمنيين على شارع الستين بصنعاء، و16 ساحة أخرى موزعة على محافظات البلاد للمشاركة فيما سماها المعارضون «جمعة الوفاء لتعز». فيما استعد أنصار الحزب الحاكم للمشاركة في الحشود المؤيدة للرئيس صالح بميدان السبعين بالقرب من القصر الرئاسي ضمن ما سموها ب«جمعة الأمن والأمان». واستمرت الاشتباكات المتقطعة بين القوات الحكومية المسنودة بمسلحين قبليين موالين للنظام ومناصري الشيخ صادق الأحمر المؤيد لما تعرف ب«ثورة التغيير السلمي». وشهدت صنعاء منذ مساء الخميس وحتى فجر أمس، أعنف الانفجارات التي هزت شمالي العاصمة لأكثر من 12 ساعة متواصلة. كما توسعت رقعة الاشتباكات الكثيفة بين الطرفين حتى وصلت إلى أحياء وشوارع جديدة بالعاصمة، ما تسبب في بث الرعب في أوساط السكان وأدى إلى نزوحهم عن منازلهم. واستمرت حركة النزوح الجماعي عن العاصمة لليوم التاسع على التوالي بعد توسع المعارك وارتفاع حدتها والتدهور الحاد في الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء وأزمة وقود السيارات والغاز المنزلي. وتتزايد المخاوف الناجمة عن انتشار مسلحين في أحياء المدينة الذين يطلقون النار في الهواء لتخويف السكان دون تدخل السلطات لضبطهم وفقا لقانون حظر التجول بالسلاح. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن القوات الخاصة التابعة لصالح انتشرت للمساعدة في «تطهير» مبنى وزارة كانت القوات القبلية قد سيطرت عليه. وأفادت تقديرات بأن المعارك العنيفة المستمرة بين الجانبين أسفرت عن مقتل 135 شخصا على الأقل. كما أفادت الأنباء بتعرض وحدات الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الموجودة على مشارف ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء لقصف بقذائف الهاون. وأوضح مشاركون في الاعتصام أن قذيفتين سقطتا أمام سور الجامعة، كما أفادت أنباء بأن قناصة أمطروا الساحة بالرصاص الحي من اتجاه شارعي الرباط والقاهرة.