الخيال، الاستثناء، الدهشة، الذهول، الحلم، الطموح، الانتصار.. عناوين تأتي لتتوافق مع ما قدمه برشلونة الإسباني في ويمبلي العريق يوم السبت الماضي، جاء برشلونة محملا بالقلق لمدة لم تتجاوز الربع ساعة الأولى من عمر المباراة وكأنه في قرارة نفسه قام بذلك من أجل تاريخ المان وعشاقه ومشجعيه. الانسيابية وقذف الكرة بأناقة والحكمة ورقي الفكر والمسؤولية، عناصر ساعدت كثيرا في انتصار كبير لهذا الفريق الحلم. فريق تريد التحقق من أنه مكون من أحد عشر لاعبا لأنك تشك في أنه كتلة واحدة تعيد النظر أكثر من مرة تمعن النظر مجددا فتجد العناصر تتحرك بدقة عالية وتكنيك متفرد. برشلونة حينها قدم لوحة أنيقة متكاملة، حافظ على ضوئها وظلالها ورتوشها قدم من خلالها كل ما يستدعي الثناء والمديح، لوحة تدرك أن خلفها عمل مضنٍ احترم المتلقي بحضور شائق وهيبة طاغية. يوم استثنائي حضر كل شيء في عالم كرة القدم، حتى إن الكرة أخذت مع بقاء الجوهر عرضا آخر كالسكر مثلا. برشلونة تألق يستشري في قلوب عشاق المستديرة، واكسير المهارة لهذا الزمان. .. حيرة، رسوب، خيبة، ذل، انكسار، فشل، انهزامية. هكذا حال الند الذي جاء بطموح الأرض والجمهور معا حاول مجاراة الفريق الضيف لمدة قصيرة محاولا بذلك الحصول على هدف مبكر يطمئن عشاقه ولكن ذلك أشبه بالحلم الذي استيقظ منه فزعا بقدوم مد جارف لم يستطع الوقوف أمامه. السيد فيرجسون وقف مكتوف الأيدي وكأن الدهاء قد غادره فجأة فالأوراق الرابحة لم تعد كذلك «روني، جيجز، تشيشاريتو»، تضامنوا حينها مع الدهشة ومحاولة الاستمتاع بما يقدمه الفريق الضيف. حتى إنه في نهاية المباراة أقر بالتالي: برشلونة هو الفريق الأفضل في أوروبا دون جدال، بل إنه أفضل فريق رأيته يلعب كرة القدم والجميع يدرك ذلك. ليس من السهل إطلاقا على السيد فيرجسون أو فريق كبير مثل مانشيستر تلقي ضربة كهذه ولكن عند معرفة الخصم أظن أنها ستكون سهلة. وسهلة جدا. «أيدي» السيد فيرجسون كانت خير دليل على ما قدمه برشلونة. برشلونة شكرا «برشا برشا» على قول إخواننا التونسيين، لأننا نطهر أعيننا بمشاهدتك.. آخرا: عن حبك رحلت.. ولحبك وصلت وهذي سوالف رحلتي.