كشفت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين، أن مشكلة هروب الفتيان تعد أبرز من مشكلة هروب الفتيات، خاصة أن هناك احصائيات تقول إن نسبة هروب الذكور ضعف نسبة هروب الفتيات. وأوضحت ل «شمس» أن وسائل الإعلام انشغلت على اختلافها سواء كانت مقروءة، أم مسموعة، أم مرئية، وانشغل معها علماء اجتماع ونفس وتربويون وناشطون حقوقيون بمشكلة هروب الفتيات التي ظهرت في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، ولكن للأسف الشديد لم يلتفت أحدنا إلى مشكلة هروب الفتيان، التي لا تقل خطورة عنها. وأشارت إلى أنه: «ومن خلال دراستي لإحصائيات الهروب، والانتحار، ومحاولة الانتحار لدى الذكور والإناث التي حواها الكتاب الإحصائي لوزارة الداخلية، فإن هذا يعطينا مؤشرا أن الفتيات أكثر تحملا وصبرا من الذكور، فهن يتعرضن لعنف وضغوط نفسية أكثر، ومع هذا نجدهن أكثر روية في اتخاذ قرارات الهروب، أو الانتحار، والفتاة تنذر الأهل بمحاولتها للانتحار علهم يفيقون، ويغيرون من معاملتهم لها، بينما الفتى يتخذ قرار الانتحار قرارا قطعيا لا رجعة فيه». وبينت أن الخطير في الأمر أن نسب الهروب والانتحار لدى الذكور والإناث آخذة في الزيادة: «فهذه إحصائيات مضى عليها خمس سنوات، تعرض المجتمع فيها لتغيرات كثيرة ترتب عليها أمور ضاعفت من حالات الهروب والانتحار، وقد سبق أن تناولت أسباب هروب الفتيات وعلاجها، وهنا يجدر بنا أن نتساءل لعلاج هذه المشكلة، أين يهرب أولادنا؟ ولماذا يهربون؟ وكيف نعيدهم إلى بيوتنا وأحضاننا؟». وأجابت: «إنهم يذهبون إلى مصير مجهول محفوف بالمخاطر ينتهي بهم وبمجتمعهم إلى الهلاك، فقد تتلقفهم مافيا المخدرات، ويصبحون من مدمني المخدرات ومروجيها، وقد تكون هي وراء هروبهم، وقد يتلقفهم عملاء المخابرات الأمريكية والإسرائيلية المندسون بيننا، والذين يكونون قد حرضوهم على الهرب ليبيعوهم لهم متخفين تحت أسماء جماعات دينية ليتم تنفيذ العمليات الإرهابية التي يسمونها جهادا خداعا لهم لإلصاق تهمة الإرهاب فينا، ولزعزعة الأمن في بلادنا، وللقضاء على ثرواتنا ومنشآتنا، أو يكونون قد تورطوا في إدمان المخدرات، فيهربون ويكونون عصابات سرقة، وقد قرأت قبل أيام قليلة أنه تم إصدار أحكام متفاوتة على أربعة شبان سعوديين في العشرين من أعمارهم كونوا عصابة سرقة، وسرقوا بعض المنازل، وقد يكون مصيرهم الشارع ينامون فيه ليلا، ويتسولون فيه نهارا». ودعت زين العابدين إلى وضع مشكلة هروب الفتيان تحت المجهر: «ونبحث في أسبابها للوصول إلى علاجها»، مشيرة إلى أن أسباب هروب الفتيان كثيرة أهمها قسوة بعض الآباء على أبنائهم بدرجة كبيرة، وفقد لغة الحوار بينهم، حتى بعضهم لا يبتسمون في وجوه أبنائهم، ويعنفونهم ويؤنبونهم لأتفه الأسباب، وقد لا يتورعون عن ضربهم بقسوة أمام إخوتهم، أو زملائهم، أو أصدقائهم، الفشل في الدراسة، أو الفشل في الحصول على عمل، إضافة إلى الفقر والعوز».