في النبطي يتشكل زيدان بروح النص، فكما استدعت رواية «عزازيل» صورة النص المعقد في تفاصيله، تكمن اللغة هنا في تبسيط السرد بلغة مباشرة ساحرة ممتعة جمعت عمق المعنى وصور المكان بتجل به متعة ونكهة لا يجيدها غيره. إن تداخل الحقبة التاريخية في تلك الفترة بصورة متجانسة مع أحداث تختلج فيها روح العاطفة ونمطية المكان وقصص التاريخ في تصوير الانتقال من صورة الصحراء القاحلة والقرية التي تعتنق المسيحية واختلاق التباين في الحجج من خلال اختلاف العقائد والأديان وظهور دين جديد آنذاك كان غيضا من فيض مما احتوته هذه الملحمة التي كان من الأبدى أن يرشح كاتبها مرة أخرى للجوائز، كما أن الجمل القصيرة ذات المعاني المعبرة والعميقة زادت من وهج وجمالية الرواية.. هذا نص يفتخر به. Odai Alsaeed من أكثر الروايات التي حيرتني.. فهل هي من أكثر الروايات عبقرية أم أنها أقل روايات يوسف زيدان جودة؟ ما أعرفه هو أنها رواية تستحق التفكير المتعمق لفض هذه الحيرة.. فنحن نتحدث عن مشكلتين تتعرض لهما هذه الرواية أولا: عزازيل فإن الجميع سوف يتوقع شيئا مماثلا أو أروع منها «فهل حدث ذلك؟» ثانيا: اسم الرواية «النبطي» ولكنه في الحقيقة لم يأت ذكره إلا مرات قليلة.. وأنا أردت المزيد منه أو أن هذا الغموض هو ما جعل الشخصية جذابة بالنسبة لي. وفي المجمل أريد أن أقول إن الرواية عندما انتهت اكتشفت أني لم أنته منها. Nahla Sadek Roshdy سمعة الكاتب سبقته.. والروائي يوسف زيدان أكبر من أن تصف مدى إبداعه في كتابة الرواية. لكني هنا وجدت كتابا مليئا بالوصف التفصيلي الذي يشعرني أحيانا بالملل. ربما يأخذ بوصف إحدى الحجرات في البيت ثلاثة أرباع الصفحة ووصف الماعز وهي تجري الربع الباقي.. وصفي لكن دون قصة تستوحي منها شيئا جديدا! مصرية تزوجت من عربي نبطي دون أي أحداث تستفز مشاعر القارئ، ولم يتحرك قلبي بحق إلا في صفحة أو صفحتين من الكتاب فقط! الكتاب بجملته يغنيك بمفردات وبطريقة وصف أكثر من رائعة.. لكن القصة على بعضها لا يمكن أن تخرج منها بأية فائدة تذكر! عموما.. أجد أن بعض الكتاب يتفننون في الوصف أكثر من القصة وينسجون كلاما كثيرا حول الأشخاص والأشياء المحيطة بهم أكثر من الكلام حول النفسية والشعور والإحساس. Mohammed Alsaleh لا أعتقد أن هذا الكتاب يمكن أن يقال عنه عمل أدبي، بقدر ما هو عمل تاريخي من الدرجة الأولى.. مجرد استعراض للحالة الاجتماعية في مصر قبيل دخول الإسلام من خلال قصة الفتاة المصرية الجميلة العانس. لم يعجبني أحادية السرد، كل الأحداث والشخصيات والأماكن توصف بعيون الفتاة فقط. كما أني انتظرت طويلا دور «النبطي» في هذا العمل وحين انتهى شعرت بإحباط لا يوصف، فمن المنطقي أن الشخصية التي يحمل العمل اسمها تكون هي الأبرز في العمل. الاستغراق في الوصف المكاني والزماني سبب أساسي للشعور بالملل، فالحدوتة كان يمكن أن تكتب في عدد أقل من الصفحات دون أن يحدث خلل في جماليات النص أو حتى في حبكته. يبقى في النهاية أدب يوسف زيدان معلوماتيا ممتعا في أوله.. مملا في نهايته. Nesrein El-bakhshawangy