هو جزء من النظرة الأولى.. لكنه لا يعطيك التصور الكامل عن الانطباع الذي سيرسخ في الذهن لشهور وربما أعوام. أول نظرة.. تعطيك رؤية لكن لا تعكس كامل الانطباع.. فالانطباع يحتاج لزمن أطول، وهو باختصار تصورك عن هذا الشخص أو هذه الشخصية.. رؤيتك تجاهه.. تفكيرك عن تصرفاته ورؤيته للحياة.. حبك أو كرهك له كشخص. ستفاجأ أنه بعد مرور سنين يبقى هذا الانطباع راسخا في الذهن.. ربما تبهر من أول كلمة تنطلق من فيك بعد أن ينقطع عنك الإنسان.. إما تذمر أو ترحيب.. إما إقبال أو نفور. دائما ما تصطدم بكلمة من مديرك المباشر «انتبه للانطباع الأولي»، والسبب هو أنه يريد أن يأخذ منك تصورا جيدا ورؤية جميلة عنك.. عن اجتهادك عن مثابرتك عن إقدامك على العمل.. هذا الانطباع «الأولي» أو كما يعرف باللغة الإنجليزي first impression يثبت في ذهن مدير سنوات طويلة.. لو رأيت مثلا أثر الانطباع السيئ في ذهن مدير بعد عشر سنوات ستحاول أن تعدل تقاوم تظهر بشكل مختلف لكن المشكلة باقية ولن تتغير بسهولة.. فالانطباع الأولي عنك كان سيئا! محاولة الظهور بشكل لبق وأنيق في الاجتماعات الزمنية القصيرة مهم.. وانطباع الناس عن تصرفك، نمطك في الكلام، أسلوبك في الطلب، طريقتك في إدارة الحوار، اهتماماتك وتطلعاتك ورؤاك.. كلها ستنطبع على عقول من حولك كنظرة دائمة عنك. بعض الناس يظهر بأسلوب فظ شديد في أول اللقاءات في محاولة بائسة لعكس شخصية برجوازية تظهر ما لديها دون تكلف.. نعم أظهر ما لديك دون تكلف لكن لا تظهر أسوأ ما لديك دون تكلف أيضا! حاول أن تقاوم شخصيتك القاسية المتمرسة بالأخلاق النتنة على أقل تقدير لبضع دقائق أمام من سيأخذ عنك النظرة السوداوية بعد ذلك. وبمسحة بسيطة على موقع جوجل للإجابات عن رؤية الناس تجاه الانطباع الأولي أو النظرة الأولى.. الغالب كرر على أن الانطباع الأولي مخادع ولا يعطيك تصورا صحيحا عن الشخص.. إذ تكتشف خداع النظرة الأولى مع أول اختبار لهذا الشخص.. ويتبين زيف معاملته ومكره وخداعه في مظهره مع الدخول في معترك الشخصية ومروره ببعض التجارب الحياتية. وفي دراسة لجامعة «يونيبان» البرازيلية، أثبتت الدراسات الاجتماعية والنفسية أن الانطباع الأول عن الشخص يبقى ولو تغيرت رؤيتك تجاهه بعد طول معشر وزمالة أو صداقة.. فهو يعتبر على جانب كبير من الأهمية لأنه بمثابة «الأساس» أو الحجر الرئيس في بناء العلاقة مدونة محمد الصالح http://mhalsaleh.net