شارك ألوف المصريين، أمس، في مظاهرات بالقاهرة ومدن أخرى في «ثورة الغضب الثانية» رافعين مطالب يقولون إنها لم تتحقق منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، فبراير الماضي. وبدأ المتظاهرون يتوافدون على ميدان التحرير في قلب العاصمة منذ الصباح وقضى العشرات منهم الليل بالميدان، وأغلقوا جميع المنافذ المؤدية إليه من كافة الاتجاهات وشكلوا لجانا شعبية تفتش كافة المترددين خشية اندساس أي عنصر بين المتظاهرين يشكل خطرا على الثورة وعلى المتظاهرين أنفسهم. وعلق المتظاهرون اللافتات التي تتضمن مطالبهم بتعديلات وزارية عاجلة، وتغيير بعض أعضاء حكومة الدكتور عصام شرف الذين وصفوهم ب«الأيادي المرتعشة» التي لم تقو على اتخاذ قرارات تصحيح، بحسب وصفهم. كما علقوا صور الشهداء وطالبوا بالثأر لدمائهم بتعجيل المحاكمات لرموز النظام السابق والرئيس المخلوع حسني مبارك وعلانيتها «حتى يثأر الشعب لدماء شهدائه»، وخلا ميدان التحرير والشوارع الجانبية من عناصر القوات المسلحة. ولم تشارك جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرات القاهرة، لكن أعضاء في الجماعة شاركوا في المظاهرات بمدينة الإسكندرية الساحلية رافعين لافتات كتبت عليها عبارات تقول «الشعب يريد تصحيح مسار الثورة» و«متى نحاكم الخونة والمرتشين؟» و«متى يتم القصاص ممن بث السرطان في أجساد المصريين؟»، في إشارة إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق يوسف والي الذي كان مقربا من مبارك والذي طالب حكم قضائي قبل أعوام بالتحقيق معه بتهمة السماح باستيراد مبيدات مسرطنة.