«إنني مثل السهم.. أحتاج لقوة تشدني إلى الخلف لكي أنطلق بقوة إلى الأمام» هذه المقولة للمخترع السعودي الشهير مهند جبريل أبو دية، تصور لنا عظم ما يملك من إصرار وعزيمة ورغبة في التحدي، كانت له سببا بعد الله تعالى في قدرته على مقاومة الصعاب، والمسير قدما بثابت الخطوات. يكفي أن تقرأ جزءا من مسيرة المخترع مهند، لتتشكل لك صورة تجسد معاني الكفاح وصدق الرغبة في التطوير والنجاح، بطلها شاب سعودي ضرير، عوضه الله بالبصيرة عن البصر، وجعل في قصته أنموذجا راقيا ومميزا للشاب الطموح. وكما أن من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، فإن من يتأمل في رفيع النجاحات والإنجازات تهون عليه إنجازاته، ولعل معظمنا – في مثال قريب- مل من شكاوى الطلبة والطالبات من ضغوط الامتحانات – الضيف غير المنتظر في الأسابيع المقبلة – وصعوبة الجمع بينها وبين القائمة اللامتناهية من مختلف الهوايات والممارسات. فيما يجسد «أبو دية» مثالا حيا للنجاح في تخصصه «هندسة طيران الفضاء» يذكرنا بما نردد أو نقرأ دائما عن علو الهمة والطموح، وحث السعي نحو الهدف، ويذكرنا بعريق ماضي المسلمين يوم كان منهم علماء أفذاذ وضعوا الأساس لمختلف العلوم البحتة، وكانت لهم اليد الطولى على الغرب، الذي نقل علومنا وتراثنا وأكمل المسيرة عنا. متى ما أردنا أن نكرر تجربة «أبودية» وغيره، علينا أن نؤسس أطفالنا منذ البداية على حب الاطلاع ومتعة التجربة، وعلى أن يكونوا خير ممثلين فاعلين لأمة «اقرأ» وأن يستفيدوا من خبرات من سبقهم، وأن يوازنوا في اختياراتهم بين «الرغبة والقدرة» مما نفتقده في جامعاتنا، حتى لا يضيع العمر والجهد سدى.