وجه مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، سؤالا إلى مديري مرور المناطق عن استراتيجياتهم لضبط الحوادث المرورية والسلوكيات الخاطئة. وأكد في كلمته التي ألقاها أمام مديري المرور بالمناطق خلال افتتاحه ملتقاهم الثالث في مقر المديرية العامة للأمن العام بالرياض، أن مأساة الحوادث المؤلمة تحتل اهتمام كافة أجهزة الأمن في كل مناطق المملكة ودوريات الأمن والمرور، مضيفا أن ذلك «النزيف يجب أن يوقف أو على الأقل التحكم فيه بأقصى قدر ممكن». وشدد على جسامة المسؤولية الملقاة على مديري مرور المناطق «أنتم تعلمون أن أعمالكم مشاهدة من كل المستفيدين منها، فأنتم في امتحان صعب وليس بإمكانكم أن تعتذروا اليوم، ومهمتكم صعبة في ظل تزايد المركبات واتساع المدن وبناء الطرق، ولكن قدركم جعلكم في هذه المهمة الصعبة والشاقة». وقال الفريق القحطاني «لا يسرنا مطلقا والمملكة في مقدمة الدول أن يشار إليها بأنها تنزف من دماء أبنائها وهذا فاقد للاقتصاد، وسنعمل على كل ما يمكن للحد من هذه الحوادث بالتعاون مع لجان أمراء المناطق والبلديات وإدارات النقل». وأضاف «يجب أن تكون العصا لمن عصا، لكل مقاول وإدارة تبدأ بعمل أو مشروع دون أن تستكمله على الوجه المتكامل بكل علامات التحذير والتنبيه على الطرق». وتابع الفريق القحطاني مخاطبا مديري المرور في المناطق «يجب إيقاف هؤلاء عن العمل على الفور وإلا فستتحملون نصيبا من إثم ما يقع، فهذه مسؤولية رئيسة يجب أن تهتموا بها وليس لنا عذر أو تقاعس لوجود مثل هذه الأخطاء، ولا تقبلوا بالتساهل مطلقا في هذا الموضوع وهذه مسؤوليتكم أمام ولاة الأمر الذين يهمهم وقف هذا النزيف». وكرر السؤال لمديري المرور عن استراتيجيتهم لضبط الحوادث المرورية والسلوكيات الخاطئة، وقال «هذا السؤال يجب أن تطرحوه على أنفسكم في هذا اللقاء، وهو سؤال واسع وعميق، وأنتم من يطلب كيف نستطيع أن نعدل هذه السلوكيات الخاطئة في قيادة المركبات خصوصا أننا نتعامل مع سلوك بشري قادر على تعديل هذا السلوك، والحلول ليست مستحيلة لكنها تحتاج إلى أفكار خلاقة وعقول نيرة وخبرتكم الميدانية وصياغة استراتيجية هدفها البعيد تعديل السلوكيات الخاطئة الموجودة في تعاملها مع المركبة ووجود السرعة المفرطة والقيام بحركات خطيرة في الطرق تؤثر في المركبة أو المركبات الأخرى». وأشار الفريق القحطاني إلى سعيهم ومساندتهم لتطوير إدارات المرور «كان ملاك الإدارة العامة بحدود تسعة آلاف شخص، والآن 18 ألفا ما بين فرد وضابط، وهذا يحتاج إلى زيادة ونحن نعمل على هذا المنوال لتدعيم الملاك لأن المهمة كبيرة وصعبة وذات أبعاد إنسانية». وأوضح أن عمل مديري مرور المناطق يتطلب الخروج الدائم إلى الميدان مع بقية الأفراد «ليس مطلوبا أن يكون عملنا كالدوائر الأخرى التي تكون نسخة طبق الأصل». وحث الفريق القحطاني مديري مرور المناطق على الاهتمام بالوضع الداخلي للجهاز من خلال تطوير العمل والتدريب والاستفادة من التجارب وتصحيح الثغرات، مشيرا إلى أنه لو تحققت هذه الجوانب فسيتم إرضاء المواطن والمقيم. وشدد على أفراد المرور التعامل الحسن مع الجمهور، مبينا أنهم لا يحتاجون إلى مراقبة من قبل إدارة الأمن العام وإنما الجمهور هو من يراقبهم «يجب التركيز على مظهر الفرد وكذلك السيارة»، مطالبا بوضع أعصاب الأفراد في «فريزر» عندما يتعرضون لاستفزاز في العمل الميداني. وأكد الفريق القحطاني أنه يسعد عندما يقرأ في وسائل الإعلام عن فرد أو إدارة تتعامل مع المواطنين تعاملا حسنا، وأنه يضيق صدره عندما ينشر في الصحف عكس ذلك التعامل، لافتا إلى إنشاء المحطات على الطرق سواء دخل المدن أو خارجها، ووصفها بأنها لا يوجد فيها الحد المطلوب من السلامة المرورية .