ضعوا أعصابكم في الفريزر، واخرجوا للميدان لتقديم خدمات راقية للجمهور"، جملتان بدأ بهما مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني حديثه إلى مديري إدارات المرور، في الوقت الذي رفض فيه مدير الإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان الحديث عن قيادة المرأة للسيارة، وقال رداً على سؤال ل"الوطن": اسألوا الجهات التشريعية. وطلب الفريق القحطاني أثناء رعايته لقاء مديري مرور المملكة بمقر الأمن العام أمس، من الضباط والأفراد ومديري المرور في المملكة وضع أعصابهم في "فريزر"، وتطبيق النظام بحزم وحكمة وابتسامة من دون إهانة أحد، والخروج إلى الميدان في أوقات الذروة. وقال: ليس مطلوباً أن يكون العمل نسخة من المطبق في بعض الجهات، معتبرا أن المراقب لأعمالهم هو الجمهور الذي يطالع الإنجاز على أرض الواقع، مشيراً إلى أن ذلك مرض لله ثم للناس الذين تعتبر خدمتهم واجبا. وأضاف القحطاني أن رجال الأمن يجب أن يكونوا بالمستوى اللائق بهم، وألا يرتضوا بأقل من ذلك، مبيناً أن كل أجهزة الأمن يجب أن توقف نزيف الحوادث. وتابع "لا يسرنا أن تكون المملكة في مقدمة الدول التي تنزف دماء أبنائها". تطبيق النظام وقال الفريق القحطاني "يجب أن تكون العصا لمن عصى من كل مقاول أو إدارة تبدأ في صيانة مشروع دون أن تستكمل كل علامات التحذير والتنبيه في الطريق، وأن نوقفهم على الفور وإلا فستتحملون نصيبا من إثم ما يقع"، مشيراً إلى عدم وجود أي عذر في ذلك. وأضاف: يجب التسهيل على الناس دون التساهل في تطبيق النظام لأنه "مسؤوليتكم أمام الله ثم ولاة الأمر والمواطنين". وأشار إلى أن هناك محطات وقود داخل المدن وخارجها لا يوجد فيها الحد المطلوب من إجراءات السلامة لمن يدخل إليها أو يخرج منها إلى الطريق العام. السلوكيات الخاطئة وسأل القحطاني مديري المرور "ماهي استراتيجيتكم بعيدة المدى لضبط الحركة المرورية والسلوكيات الخاطئة؟". مؤكدا أن مديري المرور هم المحرك لوضع إجابات عن السؤال الطويل. وبين أن الحلول ليست مستحيلة، وتحتاج إلى الخبرات العلمية والميدانية. ودعا إلى ضرورة بحث موضوع تغيير السلوكيات الخاطئة لأن ذلك أمانة ملقاة على "عاتقكم فعوائلنا وأطفالنا يستخدمون الطريق والمسؤولية عليكم عظيمة". وبين مدير الأمن العام أن عدد العاملين في إدارة المرور كان 9 آلاف قبل سنوات، إلا أنه تجاوز حالياً 18 ألفاً ما بين ضابط وأفراد، موضحاً أن العدد يحتاج إلى زيادة لتدعيم الجهاز لأن المهمة المرورية ذات أبعاد خدمية وإنسانية، داعيا إلى تحسين المستوى المهني والتأهيلي للعاملين، والأخذ بمبدأ التدريب والاستفادة القصوى من الإمكانات الموجودة. واختتم الفريق القحطاني حديثه بالتأكيد على أن العاملين في المرور لا يحتاجون إلى مراقب لأنهم يجدون المراقبة من الجمهور، وأن أي عمل يقاس برضا الجمهور. وقال "يسرني وأنا أقرأ في الإعلام التعامل الراقي من إدارات المرور مع المستفيدين من الخدمة واستخدام التقنية في إنجاز المعاملات". قيادة المرأة من جانبه، لم يشأ مدير الإدارة العامة للمرور اللواء سليمان العجلان الإجابة عن سؤال ل "الوطن" حول موقف رجال المرور في حال وجدت امرأة خلف مقود السيارة الخاصة وتحمل رخصة دولية، خصوصا بعد صدور نظام المرور الجديد، واكتفى بالقول "اسألوا الجهات التشريعية عن هذا الأمر". واقترح العجلان على هامش اللقاء تسيير شارعي التخصصي والأمير تركي الأول بالرياض في اتجاهين متوازيين أحدهما جنوباً والآخر شمالا لتتسع المسارات، ولا تحتاج جسورا أو مشاريع طويلة الأمد. وقال: لدينا الآن ثمانية ملايين مركبة، فكيف تستوعب طرقنا هذا التزايد من المركبات في السنوات المقبلة؟. التوعية المرورية ودعا اللواء العجلان الجميع إلى تحمل المسؤولية المرورية. وقال إن على وزارة التربية والتعليم القيام بالتثقيف وتغيير سلوك السائق، فيما يتحمل إمام المسجد مسؤولية توعية المصلين من فوق منبر الجمعة. وطالب أيضاً وزارتي النقل والبلديات بالقيام بمسؤولياتهما تجاه المرور. واستشهد العجلان بالتغيير الجذري في الحج في المسارات التي انعكست إيجابيا على تحركات الحافلات والمركبات عموما في أيام الإزدحام الشديد في الحج. وطالب مديري المرور بتغيير الاستراتيجية بالتعاون مع الأمانات ووزارة النقل ولجنة السلامة المرورية. وتوقع أوقات ذروة عالية في مكةوجدة والطائف وعسير في فترة الصيف المقبل، مطالبا بضرورة أن تقوم إدارات المرور بالبحث عن آلية تساعد على تسيير الحركة المرورية وتسهيلها. وأضاف "أنا طرحت مقترح المسار الواحد في عدد من الطرق الرئيسية على مديري المرور، وهذا التوجه نريد به إقناع الجهات المعنية، ولا يحتاج مثل هذا المشروع لأكثر من إزالة الأرصفة والتوعية اللازمة"، مشيراً إلى أن المشروع سيضاعف القدرة الاستيعابية للطرق.