رسائل الله لنا لا تنتهي.. وتأثيرها لا يفنى داخلنا، كما أننا لا ننساها ولو طال الزمان.. أؤمن أن الله يخاطبنا ويرسل لنا برسائل.. في آيات يقرؤها الإمام ويحدث أن نسمعها في كلام صديق.. في رسالة تصلك تشعرك بأهميتك وأنت في عز ضعفك ويأسك، في سورة مليئة بآيات فيها إجابات لأسئلة كنت تبحث عن إجاباتها، في رد في موقع اجتماعي من شخص لا تعرفه ولم تلتق به إطلاقا. نحن لا نتحدث مع الله ونتلقى الردود بشكل مباشر، لكنه لا يتركنا أبدا سبحانه، يرسل لنا ما يعيننا على ما نريده، ويطمئن قلبنا تارة ويفرحنا تارة أخرى.. في الفترة الماضية شعرت بحالة قريبة لليأس، سألت الله كثيرا أن يكون معي، أصبحت أرى في كل مكان آية مثل «حتى إذا استيأس الرسل..»، وأصبحت صديقتي جوهرة تحدثني بها كثيرا.. ومن المفارقات العجيبة أن إمام المسجد أصبح يقرأ يوميا ولمدة خمسة أيام متتالية سورة «الضحى» ويحدث دائما أن أنتبه للقراءة قبل آية «ولسوف يعطيك ربك فترضى» بقليل أو عندها تماما، هذه الأيام الثلاثة أيضا يكرر الإمام قراءتها بشكل مستمر وفي أكثر من فرض جهري، ليست صدفة، لأني لا أؤمن بالصدفة أصلا.. ولا أجد تفسيرا لذلك سوى أنها رسالة من الله لتنير درب الحيارى، لترد على دعوات ظللنا نرسلها ولا نعرف متى إجابتها ليأتي صوت الإمام بآية قرآنية صادقة «ولسوف يعطيك ربك فترضى». أشعر أن رسائل الله لنا هي مصابيح مضيئة في طريق قد لا يبدو منيرا تماما. يرسلها لنا الله كثيرا وكثيرا جدا، فقط علينا أن نتحسسها ونستمع وننظر لكل ما حولنا. يا الله، غفرانك.. غفرانك ومددك وعطاءك يا الله، ليس لأن لنا قلوبا طاهرة ولكن لأنك أنت الكريم الرحيم. يارب عفوك كم سوأة في القلب تؤذي. «املأ قلبي باليقين».. ربما لا يوجد لدي دعوة أرددها كثيرا وأحب إلي من هذه الدعوة، وأشعر أنها أصبحت ككلمات مفتاحية يعرفني بها أصدقائي ويتذكروني بها. أريد أن أمتلئ يقينا وإيمانا، أريد أن أصبح «نوال اليقينية» مثل أبي إبراهيم، أردت في هذه اللوحة أن أجرب كتابة هذه الكلمات في لوحة أعلقها في غرفتي وأراها كل يوم، أول تجربة من هذا النوع، ولست راضية عن النتيجة إطلاقا ربما لأني أجلت العمل عليها كثيرا بسبب المشاغل، وانتبهت بعد الكتابة أنها أملأ وليست أملئ لأن الفتح أقوى من السكون! لكن آثرت ألا أعيدها من جديد ولأني دائما تصورتها مكتوبة بهذا الشكل انطبعت في رأسي هكذا، فعندما تكتب «املأ» أشعر أنها جملة أخرى تماما وبتأثير آخر تماما. حسنا لندعها قاعدة جديدة في اللغة العربية من تعديل نوالويه!. نوال القصير http://domo3.us/blog/