لم تستبعد وزارة المياه والكهرباء حدوث حالات لانقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف الحالي رغم اتخاذ الوزارة كافة الاحتياطات لمواجهة تلك المشكلة، وقال وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء الدكتور صالح العواجي: «هناك تصريحات سابقة لمسؤولين بالوزارة تؤكد حل مشكلة انقطاع الكهرباء في فصل الصيف.. وأقول بصفتي متخصصا في الكهرباء.. من يدعي أن هناك منظومة كهرباء لا تنقطع فيها الخدمة يغالط نفسه والواقع، ولكن هناك فرق بين انقطاع وآخر، بعضها بسبب أخطاء خارجة عن الإرادة وأخرى ناتجة عن التقصير». وأشار العواجي إلى أن شركة الكهرباء أول المتضررين من الانقطاع وتسعى جاهدة لإيصال الخدمة ولكن قد يحتاج إصلاح الخلل إلى بعض الوقت: «وبالنسبة للمشترك من حقه المطالبة بالخدمة في الأوقات الحرجة مثل وقت الظهيرة أو الامتحانات، ولا تستطيع الوزارة اختلاق الأعذار.. لكن ما أود قوله إن الانقطاع وضع حتمي ولا يمكن تفاديه بأية حال من الأحوال». وعرض بعض الظروف الحرجة لانقطاع التيار، وقال: «إن من الأمثلة الطريفة التي حصلت في إحدى محطات التوليد قبيل ثلاثة أعوام عندما قامت مجموعة من قناديل البحر بغزو الخليج العربي وأدت إلى انسداد المياه التي تدخل في واحدة من أهم المحطات وتوقف تلك المحطة ما أدى إلى انقطاع وزيادة شكاوى الجمهور من انقطاع الخدمة». وأشار إلى أن ترشيد استهلاك الكهرباء قد لا يعجب المساهمين في شركة الكهرباء بل يريدون تعظيم فائدتهم ولكن نقول إن حسن الاستخدام مطلب الجميع. وتطرق العواجي في تصريحات له أمس إلى استعدادات الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لبدء فعاليات منتدى ومعرض «كفاءة استهلاك الكهرباء وترشيد استخدامها» بالرياض خلال الفترة من 25-27/6/1432ه، وأشار إلى أن الاستثمارات التي تخص مشاريع الكهرباء للسنوات العشر المقبلة ستكون ما بين 300 إلى 330 مليار، بهدف الوفاء بالطلب المتنامي على الخدمات الكهربية. من جانبه قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي البراك إن انقطاع الكهرباء له أسباب خارجة عن الإرادة ومتعددة: «ولكن نعتقد أن الانقطاعات الآن محدودة جدا وليست في كل الأحياء وهذا من الأمور التي تعمل الشركة جاهدة على تلافيها من خلال مزيد من الاستثمار في شبكات التوزيع وشبكات النقل وإيجاد مصادر بديلة للكهرباء». مشيرا إلى أن نمو الطلب على الخدمة يستدعي من الشركة تغطيته: «خلال الشهر الماضي أدخلنا أكثر من 10 مشاريع جديدة منها محطات التوليد ومحطات النقل وشبكات التوزيع». وشدد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي البراك، على أن انقطاعات التيار الكهربائي لا تستثنى منها منازل الوزراء ومسؤولو الشركة، إذ تعرض سكنه لفصل التيار أكثر من مرة. وأضاف: إن التيار الكهربائي ينقطع عن المدن الرئيسة، لكن معالجة المشكلة تكون سهلة، كون شبكات الكهرباء فيها مترابطة وقريبة من بعضها، ومصادر التيار متعددة، على عكس القرى التي لا توجد فيها بدائل، مؤكدا أن الشركة تتفهم مشاعر المواطنين في القرى والمراكز البعيدة في حال انقطاع التيار الكهربائي فيها. وأرجع البراك أسباب انقطاع الكهرباء في عدد من الأحياء إلى تعرض شبكات الشركة أضرارا من طرف آخر، أو بسبب الظروف الجوية، أو نتيجة ارتفاع الأحمال الكهربائية على بعض الكبلات، بسبب قيام المشتركين بإضافة أحمال خلال العام دون الرجوع إلى الشركة، ما أدى إلى تحميل هذه الكبلات، وبالتالي انقطاع الكهرباء: «على سبيل المثال، لو حدث انقطاع في الكهرباء عن 1 % من المشتركين الذين يبلغ عددهم نحو 5.5 مليون مشترك، فإن هناك ما يزيد على 5.4 مليون مشترك ينعمون بخدمة كهربائية آمنة ومستقرة، فالمملكة قارة وينتشر المشتركون في 11405 مدن وقرى وهجر موزعة في المملكة، تم إيصال الكهرباء إليها وتغذى بوساطة عشرات الآلاف من الكيلومترات من الشبكات