حذر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس المبارك، من يمارسون التعذيب والتنكيل بالبشر، من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، مشيرا إلى الأنباء التي تتوارد من بعض البلاد العربية عن ممارسات بعض أعوان السلطة في المعتقلات. وأشار المبارك إلى أن ما يحدث في سورية هذه الأيام يمثل منتهى قسوة الإنسان وطغيانه: «فما أقسى الإنسان، وما أشد بأسه، تجده يستكين وينكسر، حين يكون ضعيفا، ويطغى ويتجبر حين يمده الله بسبب من الصحة والملك والغنى، وهذا معنى قوله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}، فهذا المعنى يراه الناس في العديد من المواطن في حياتهم اليومية، ويشهدونه هذه الأيام جليا في ليبيا وسورية واليمن، وقد رأوه بالأمس في تونس وفي مصر». ويستهجن المبارك عمليات القتل التي ترتكب ضد المدنيين العزل على أيدي جنود وظيفتهم حماية الشعب، على حد تعبيره: «يروعون الناس بالدبابات والمدرعات ويقتلونهم في الشوارع، وهذا لا ينبغي السكوت عليه، فإذا كان الصمت في وقته صفة الرجال، فإن النطق في موضعه من أشرف الخصال». ومن المدهش، كما يقول المبارك، أن تمتلئ السجون بالمعتقلين الأبرياء الذين يتلقون سوء العذاب دون أن يتحرك الضمير الإنساني: «كأن أولئك المتسلطين لا يعلمون أنهم سيقفون غدا بين يدي الله سبحانه، في موقف يقتص فيه المولى من كل ظالم، ألم يسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس»؟». وعلى سبيل الوعظ والتذكير بأمر الله، وجه المبارك خطابه إلى كل مسؤول، صغيرا كان أو كبيرا، وزيرا أو جنديا، أن يتقي الله فيمن حكمه الله في أمرهم: «وليعلم أن مظالم المسجونين والمعذبين ستتبعه حتى ما تبقى له حسنة، وسيزاد عليه من سيئاتهم». ويشير المبارك إلى أن الله سبحانه توعد من يوجه سلاحه إلى غيره، وأنه «آثم إن كان مازحا، لأنه ترويع وإرهاب، وملعون إن كان يريد القتل». وطالب المبارك بأن يعود هؤلاء إلى رشدهم وأن يحقنوا دماء الناس ودماءهم قبل فوات الأوان: «فإن الموفق من وفق للخير، ولا خير أعظم من إزالة الأغلال عن الناس، ورفع المظالم عنهم، ووضع نظام سياسي إسلامي يشيع به العدل بين الناس، وهذا عمل جليل ومرتقى نبيل وشرف عظيم، حق على الحكام أن يتسابقوا إليه، ولو فعله حكام مصر وتونس لدخلوا التاريخ من أشرف أبوابه، ولحفظوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم في الدنيا قبل الآخرة، ولرأى العالم فيهم همة الكبار وطلعة الأحرار».