تحظى الخيل بمكانة لا توازيها مكانة في نفس الفارس العربي، فقد سلبت فؤاده واحتلت مكانة مرموقة وعظيمة عنده، فهي الرفيق والحبيب ولها مكانة البنون في الوقت ذاته، فليس من السهل أن يتخلص الإنسان العربي ممن وجد فيه الرفيق والحبيب في الحلة والترحال فمشاعر الفارس وحبه لجواده لا توصف. الشيخ تركي بن حميد في قصيدة معبرة جسد فيها عاطفة جياشة تجاه فرسه ومحبوبته التي رافقته لزمن طويل في صولاته وجولاته في صحراء الجزيرة العربية، فحين أصيبت في ساقها بعد إحدى المعارك ومرضت جالسها ليلا حارما عينيه لذة النوم ليمثل صورة جميلة في وفاء الفارس العربي لجواده، فيقول: من يوم صندوق الحشا بالخفا بان والعين سهرت بين هم وهوجاس البارحه جفني عن النوم سهران كنّي عليلٍ مسهره بعض الأضراس على جواد ضالع غبّ الأكوان فيها اختلط حبل الرجا هو والأيّاس جندرتها من صوف سلك وريمان وأنا لها عن لذّة النوم حراس ماني مجندرها على زود الأثمان إلا ليوم فيه الأرياق يباّس لاجا نهار فيه روغات الأذهان باغي عليها بأوّل الخيل نوماس عرجٍ إلى ما طبّحن خلف الأظعان والسوق ما بين الأجاويد مقياس ياعبيد قيّس ما على الروح ضمّان رزقك مع أجلك خطّ في طلح قرطاس ما خطّ لك ما فات شوف بالأعيان وبعض الأوادم ما معه ميز وقياس لا حاسد يمنع ولا يرزق إنسان إلا بتدبير الصمد والي الناس ثم انصح الباقي ترى القصر خربان ما اعتزّ قصر ما يوثّق على ساس 1 ضالع: يضلع أي يمشي كالأعرج غب: بعد الأكوان: المعارك ومفردها كون. 2 جندرتها: زينتها أو وضعت لها جلال يغطيها. 3 روغات الأذهان: غياب الذهن وتشتته نوماس: فخر. طبّحن: انقضضن.